يعتقد الكثير من الناس هذه الأيام أن "الكربوهيدرات" هي مواد غذائية مضرة. فالعديد من الانظمة الغذائية تقترح التخلص منها للحصول على جسم أقل وزنًا وجسد أكثر صحة. ومع ذلك يقول خبير التغذية، روب هوبسون إن الكربوهيدرات توفر الألياف والفيتامينات الأساسية التي يمكنها مكافحة الارهاق، ولكن من المهم ايضاً اختيار انواع الكربوهيدرات حيث أن بعض الأصناف يمكن أن تسبب ارتفاعًا خطيرا في نسبة السكر في الدم.
وكان ارتفاع شعبية الانظمة الغذائية التي تقوم بحذف الكربوهيدرات قد ادى الى أنواع من الأطعمة التي تثير الامتعاض والتي يتم اعتبارها غير صحية، ولهذا يجب التفريق بين أنواع الكربوهيدرات التي تتناولها واختيارها بحكمة.
عند تناول الأطعمة النشوية ترتفع مستويات الأنسولين، وهو الهرمون الذي يتحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق مراسلة العضلات والكبد والخلايا الدهنية بضرورة الحصول على الغلوكوز من الدم، وعندما يحصل الجسم على الغلوكوز الكافي لتلبية احتياجه من الطاقة يقوم الكبد والعضلات بعد ذلك بتحزينه كغليكوجين.
وعندما يخزن الكبد كل ما في وسعه من الغليكوجين، تقوم الخلايا الدهنية بأخذ الغلوكوز وتخزينه كدهون ثلاثية. إن السبب الذي يجعل الكربوهيدرات مختلفة عن بعضها البعض هو كمية الألياف التي تحتويها، ولهذا السبب يجب أن نفرق بين انواعه.
الكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق الأبيض والمحُليات مثل السكر والعسل وشراب القيقب يمكن أن تتسبب في ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم والتي تؤدي إلى انتاج كميات كبيرة من الأنسولين حيث يعمل الجسم على خفض كمية السكر في الدم .
كما أن هناك اعتقادًا راسخًا بأن الوجبات عالية السعرات الحرارية والغنية بالكربوهيدرات المكررة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وحساسية الأنسولين بشكل كبير.
الخيار الأفضل من الكربوهيدرات هو الذي يحتوي على نسبة عالية من الألياف مثل دقيق الجاودار، والذي يمكن ان يتم استخدامه في صنع الخبز والكعك والفطائر. وتشير التوجيهات الغذائية الى أهمية تناول الألياف بمقدار 24 غراماً يومياً، فالألياف تساعد بابقاء الأمعاء بصحة جيدة وكذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وسرطان القولون. ويمكنك زيادة كمية الألياف عن طريق تناول المزيد من الحبوب الكاملة وكذلك الفواكه والخضروات.
وتحتوي الحبوب الكاملة مثل خبز الجاودار والأرز البني على المواد الغذائية الأساسية مثل الحديد والمغنيسيوم والزنك والمنغنيز وكذلك فيتامين (ب) مثل النياسين والثيامين والريبوفلافين.
إذا كان فقدان الوزن هو الهدف الصحي، فإن تقليل مقدار تناول الكربوهيدرات يعد نهجاً جيداً ويعطي أكثر من سبب لتناول الأصناف ذات القيمة الغذائية العالية مثل الحبوب الكاملة، ولكن كثير من الناس يفضلون حذف الكربوهيدرات من نظامهم الغذائي لسبب أو لآخر، وهذا من الممكن أن يزيد خطر عدم حصول الجسم على العناصر الغذائية التي يحتاجها.