قد يكون الضغط الاضافي الذي تم وضعه على النساء العاملات وراء تضييق الفارق العمري بين الجنسين، وتظهر الأرقام أن فارق أعمار الرجال والنساء في بريطانيا يعد الأقل في اوروبا حيث وصل الى 3.7.
وتضائل الفارق بشكل أسرع في بريطانيا مقارنة بجميع دول الاتحاد الأوروبي، وسط جدال عميق حول سبب تغير توازن معدلات الأعمار بين الجنسين، وأحد الأسباب التي قدمها الخبراء هى أن الرجال اصبحوا أكثر صحة وذلك بسبب انخفاض الوظائف الصناعية مثل تعدين الفحم واستبدالها بوظائف أكثر أماناً، ولكن هناك أدلة تشير إلى أن معدلات النساء انخفضت بسبب ملايين ربات البيوت الذين يعملون مهن تسبب التوتر، مع وجود ضغط اضافي على النساء الاتي تجمع بين العمل وتربية الأطفال.
واوضحت الأرقام الجديدة الصادرة عن وكالة يوروستات التابعة للاتحاد الأوروبي ان فارق متوسط الأعمار المتوقع للذكور والإناث في بريطانيا أقل من بلاد الاتحاد الاوروبي الاخرى ما عدا هولندا، وفي بريطانيا، تم حساب 79.1 عام كمتوسط العمر المتوقع للأطفال الذكور الذين ولدوا بين عامي 2012 و2014 مقابل 82.8 عام للفتيات، أي بفارق 3.7 اعوام، وكان الفارق العمري خلال ثمانينيات القرن الماضي في بريطانيا قد وصل الى ستة أعوام، ولكن هذا الفارق وصل الى عامين في العقود اللاحقة، وفي ألمانيا وصل الفارق العمري بين الجنسين الى خمسة أعوام تقريبا، اما في فرنسا يمكن أن تتوقع النساء عيش ستة أعوام أكثر من الرجال، في أوروبا، يصل متوسط فارق الأعمار الى خمس سنوات ونصف، في حين أنه يصل في بولندا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا الى ثماني أعوام أو أكثر
واظهرت الأرقام أيضا أنه في حين أن معدل الأعمار المتوقع للرجال البريطانيين قد وصل لمعدلات نظرائهم، فالأمر بالنسبة لنساء بريطانيا لا يزال متخلف، مشيرة الى أن المرأة البريطانية لم تستطع بعد اللحاق بمعدل السيدات الألمانيات، الاتي لديهن فرصة للعيش مدة أكثر تقدر بستة أشهر، وأشار المكتب البريطاني للإحصاءات الوطنية العام الماضي أنه في حين أن أعمار الرجال في بريطانيا تلحق بمعدلات الأعمار في أيسلندا واليابان، فإن معدل اعمار الإناث في انجلترا وويلز لا يرتفع مقارنة بالبلدان الأخرى، ويتم ربط معدل الأعمار المتزايد لدى الرجال إلى تراجع الوظائف الخطرة في الصناعات الثقيلة، ومع ذلك وبالمقارنة بثمانينيات القرن الماضي، سوف نجد الملايين من النساء يعملون الآن ويقومون بتربية الأطفال، وواعترف تقرير المكتب البريطاني للإحصاءات أن دخول النساء سوق العمل على مدى السنوات ال 50 الماضية تسبب في توترهن وادى بهم الى التدخين وشرب الكحول مما تسبب في تغيرات على حالة الإناث الصحية.