قد يبدو هذا وكأنه خدعة، إلا أنها الحقيقة، فالجلوس في المترو قد يكون وبالًا على صحتك. فوفقًا لدراسة حديثة، فإن الوقوف في المترو، ولو لفترة قصيرة، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو بمرض السكري.
وإذا تعذر ذلك، فإن السير بتمهل أو جولة بسيطة على الدراجة لمدة 10 دقائق فقط يمكن أن يساعدا أيضًا في منع ارتفاع سكر الدم. وبما أن الغالبية من الناس تعمل الآن في وظائف تفرض عليهم الجلوس طويلًا ، فإن إتخاذ مثل هذه القرارات البسيطة قد يحدث فارقًا مؤثرًا في الصحة العامة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري عالميًا.
وقال غلين غ، رئيس فريق إجراء الدراسات في مدرسة التغذية وتعزيز الصحة في جامعة ولاية "أريزونا" في مدينة "فينكس" الأميركية: "أي شئ يمكنك فعله خلال اليوم يجعل مستوى قراءات الغلوكوز في الدم منخفضًا، هو شيء طيب".
وأضاف جيسر: "لقد اخترنا يوم عمل معتاد لأن عددًا كبيرًا من الأميركيين يجلسون وقتًا طويلًا على مكاتبهم، ولأن عددًا من الدراسات يشير إلى أن الجلوس خطر على الصحة، فقد افترضنا أن محاولة تقليل ذلك أما بالوقوف أو بالسير أو بركوب الدراجة قد يكون عاملًا مساعدًا".
وأجرى الباحثون دراستهم على ثمانية بالغين من أصحاب الأوزان الثقيلة أو من البدناء، وقد ارتدوا جهاز قياسات مستوى السكر في الدم وجهاز قياس ضغط الدم طول ثماني ساعات، وهي ساعات يوم عملهم المعتاد التي يقضون أغلبها جالسين.
وبعد أسبوع، بدأ المشاركون تدريجيًا في الوقوف بدلًا من الجلوس، لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة، وبإجمالي ساعتين ونصف لكل يوم. وفي الأسبوع التالي، تم استبدال وقت الجلوس بالسير بسرعة ميل واحد في الساعة. وفي الأسبوع الرابع، قضى المشاركون هذه الفترات في ركوب درجات ثابتة مزودة بجهاز تحكم، وتسير بوتيرة بطيئة للغاية وباستهلاك منخفض للطاقة.
وقال الباحثون في المجلة المتخصصة في الطب الرياضي " مديسينس& ساينس أن سبورتس & إكسرسايز" إن متوسط مستوى الغلوكوز على مدار 24 ساعة كان أقل في فترات الوقوف والسير من مستواه في فترات الجلوس، وكان في أقل مستوياته في أيام ركوب بالدراجة. وطبقت نفس نمط الدراسة خلال ساعات ما بعد تناول الطعام مباشرة وخلال ساعات الليل المتأخرة، على أشخاص تبين أن مستوى سكر الدم كان دائمًا منخفضًا بعد الأيام التي لعبوا فيها رياضة ركوب الدراجة الثابتة.
وقال الدكتور دانيل بايلي من جامعة "بيدفوردشاير" الذي لم يكن عضوًا في فريق الدراسة إن نتائج الدراسة "ليست مفاجأة بشكل كلي"، فهناك بحث آخر أجرى خلال السنوات القليلة الماضية أظهر أن قطع الجلوس لفترات طويلة له فوائده على نسبة الغلوكوز على مدار اليوم.