كشفت دراسة حديثة، أنّ احتمالية تعرّض النساء المدخنات إلى نوبات قلبية خطيرة، تزيد بمقدار 13 مرة أكثر عن غير المدخنات، ووفقًا للباحثين البريطانيين، فإنّ النساء دون سن الـ50 هن الأكثر تعرضًا إلى المخاطر مقارنة بغير المدخنين، والمدخنين الذكور من نفس العمر، كما أظهرت الدراسة أن المدخنين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 50 هم أكثر عرضة للإصابة بالأزمة القلبية بـ 8.5 من غير المدخنين من نفس العمر، وأقل بكثير من النساء.
وبيّنت الدراسات السابقة، تأثير التدخين على صحة الإنسان واحتمالية الإصابة بالنوبات القلبية، ومع ذلك، فإن هذه الدراسة الحديثة أول من تكشف الفرق في تأثير التدخين على الجنسين، وقد شمل البحث الذي أجري في جامعة شيفيلد ومركز ساوث يوركشاير لأمراض القلب "سيك" ما يقرب من 3 آلاف مريض يخضعون إلى العلاج من انسداد العضلة القلبية أو ما يسمي بالذبحة القلبية الحادة، أو "ستيمي" - وهو مصطلح طبي للنوبة القلبية، ولم يحدّد الباحثون بعد سبب الفرق بين الجنسين من حيث خطر الإصابة، ويقولون إنهم فوجئوا بالنتائج.
وأوضح استشاري أمراض القلب في شيفيلد تيتشينغ، الدكتور إيفر غريش، أنّ "النتيجة تشير إلى أن النساء الأصغر سنا "أقل من 50 عامًا" تزيد احتمالية إصابتهم بأزمة قلبية حادة أكبر بكثير من الرجال الأصغر سنًا، وكان ذلك بمثابة مفاجأة لأن هناك اعتقادًا عامًا بأن الهرمونات الأنثوية الدورية توفر درجة من الحماية القلبية الوعائية للنساء، ومع ذلك، تشير دراستنا إلى أنه عن تدخين النساء، يتم تجاوز هذه الحماية بسهولة".
وأظهرت الدراسة أنه عند اختفاء هذه الحماية الهرمونية في النساء بعد انقطاع الطمث، يوجد اختلاف أكبر بين الجنسين في خطر النوبات القلبية بين المدخنين الذكور والإناث، وفي حين أن النساء دون سن الخمسين يواجهن أعلى المخاطر، فإن الفجوة بين الجنسين هي الأكبر في المدخنين الأكبر سنا. فالنساء المدخنات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 65 عامًا أكثر عرضة للإصابة بأزمة قلبية 11 مرة، في حين أن الرجال في نفس العمر نسبة احتمالية إصابتهم بالأزمة القلبية هي 4.6 مرة عن غير المدخنين .
وقال الباحثون في الدراسة، إنه يمكن تفسير ذلك بحقيقة أن الرجال من هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للنوبات القلبية من النساء بغض النظر عما إذا كانوا يدخنون أم لا، وأضاف الدكتور غريتش، إن "أسباب الاختلافات بين الجنسين في احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية في جميع الفئات العمرية غير واضحة"، مشيرًا إلى أنّ هناك نظرية واحدة يمكنها أن تفسر أسباب ذلك وهي أنّ الشرايين التاجية النسائية تعد اصغر من الشرايين التاجية لدى الرجال، وربما تكون أكثر عرضة للانسداد، ومؤكدًا أنّه "قد تكون هناك عوامل أخرى أيضًا، ولكن النتيجة النهائية هي خطيرة جدًا وتهدّد حياة الإنسان".
وختم غريتش أنّ "دراستنا السابقة، بيّنت أنّ 50% من هذه الأمراض ترجع مباشرة إلى التدخين وبالتالي فهي يمكن الوقاية منها بسهولة "، وبصرف النظر عن العمر أو الجنس، وجد أن المدخنين أكثر عرضة لخطر الإصابة بأزمة قلبية حادة.