"الأسبرين"

بعد الإصابة بأزمة قلبية، عادة ما يصف الأطباء للمرضى تعاطي جرعة صغيرة من "الأسبرين"، للحد من خطر الإصابة بأزمة ثانية في شرايين القلب. ولكن معدي الدراسة السويدية يشيرون في دورية "الدورة الدموية" إلى أن واحدا تقريبا من بين كل ستة مرضى يتوقفون عن تعاطي "الأسبرين" في غضون ثلاث سنوات. لذلك حذرت الدراسة من التوقف عن تعاطي جرعة منخفضة من الأسبرين كعلاج دون سبب قوي؛ لأن ذلك يزيد من احتمال الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية بنسبة 40 في المائة.

وقال الطبيب يوهان سندستورم، كبير معدي الدراسة لـ"رويترز هيلث" عبر البريد الإلكتروني، إن تعاطي جرعة صغيرة من الأسبرين "يقلل من احتمال تكوين الصفائح الدموية جلطات دموية، وهذا مفيد بشكل خاص في الشريان التاجي أو الشرايين السباتية، حيث قد تؤدي الجلطات الدموية إلى احتشاء عضلة القلب وجلطات دماغية".

وقال سندستورم وهو عالم أوبئة في جامعة "أوبسالا"، إن ملايين المرضى في شتى أنحاء العالم يتعاطون الأسبرين بصفة يومية، وربما يفكرون في التوقف لبعض الوقت خلال حياتهم. أجرينا هذه الدراسة لمساعدة الأطباء والمرضى على اتخاذ قرار مستنير، سواء التوقف أو عدم التوقف عن استخدام الأسبرين.
ولمعرفة ما إذا كان الخطر يزيد بعد توقف المريض عن العلاج بالأسبرين، استخدم فريق سندستورم السجلات الطبية وسجلات المتوفين على مستوى السويد، لتحديد المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما ويتعاطون جرعة صغيرة من الأسبرين. وفي السويد لا يتوفر الحصول على جرعات منخفضة من الأسبرين إلا عن طريق الطبيب، ولذلك تمكن الباحثون أيضا من معرفة الذين استمروا في تعاطي الأسبرين بين عامي 2005 و2009.

وحلل الباحثون سجلات 601527 مريضا كانوا غير مصابين بالسرطان، وأخذوا ما لا يقل عن 80 في المائة من جرعات الأسبرين التي حددها لهم أطباؤهم خلال أول سنة من العلاج. وبعد استبعاد نسبة بسيطة من المرضى الذين أظهرت سجلاتهم الطبية وجود سبب أجبرهم على التوقف عن تعاطي الأسبرين، مثل إجراء جراحة أو الإصابة بإحدى حالات النزيف الشديد، وجدوا أن نحو 15 في المائة من المجموعة بأكملها توقف عن تعاطي جرعاته من الأسبرين بعد نحو ثلاث سنوات. وفي ختام فترة الدراسة كان هناك 62690 حالة إصابة في شرايين القلب، وُصفت بأنها أزمة قلبية أو جلطة دماغية، أو وفاة بسبب شرايين القلب.

وقال سندستورم، إن المرضى الذين توقفوا عن تعاطي الأسبرين أصيبوا بحالات في شرايين القلب، بنسبة تزيد 37 في المائة عن الأشخاص الذين استمروا في تعاطي الأسبرين. ويُترجم هذا إلى حالة إصابة إضافية في شرايين القلب سنويا بين كل 74 مريضا توقف عن تعاطي الأسبرين.

وقال سندستورم إن الخطر زاد بعد فترة وجيزة من توقف تعاطي الأسبرين، ولم يقل بمرور الوقت على ما يبدو، ولذلك فإن الالتزام بالعلاج بتعاطي جرعة صغيرة من الأسبرين في حالة عدم وجود عملية جراحية كبيرة أو نزيف، عامل علاجي مهم على الأرجح.