غالبا ما يتم وصف قلوبهن بالقساوة, يؤجلن الأمومة في محاولة لتحقيق طموحهن في العمل، ولكن السيدات اللاتي يجمدن بويضاتهن هن في الحقيقة في انتظار الأب المثالي لأطفالهن أن يظهر, حيث سألت الباحثة كيلي بلدوين مجموعة من السيدات لماذا قررن أن يجمدن بويضاتهن, وكانت اجابتهن أنهن ينتظرن الأب المناسب لأولادهن, فيما شكَّل غياب الأب المحتمل المثالي وليس فقط الشريك المثالي السبب لدفعهن لتجميد البويضات.
ولا يتعلق الأمر بإيجاد الشريك المثالي ولكن بالأب المناسب, والمثير للانتباه أن بعض السيدات بالفعل في علاقة، ولكن قررن تجميد البويضات لأنهن لم يشعرن أن شريكهن من الممكن أن يكون الأب المناسب وينتظرن فرصة شخص افضل, كما أن مريضات السرطان اللاتي يخفن من أن العلاج قد يتسبب في اصابتهن بالعقم يقدمن علي فكرة تجميد البويضات, ولكن في كثير من الحالات يكون اسلوب الحياة والمرحلة الراهنة في الحياة العملية تكون غير مناسبة للإنجاب, وبالفعل هناك 816 سيدة بريطانية في 2014 تؤجل الحمل بسبب العمل، وهذا العام يزيد بنسبة 25% عن عام 2013، وهي زيادة هائلة ايضا اذا ما قورنت بعام 2001 عندما اقدمت 29 سيدة فقط على هذه الخطوة.
وتعد تكلفة الجلسة الواحدة في العيادات تبلغ حوالي 6 الاف جنيه استرليني ولكن الأمر قد يحتاج لعشر جلسات فيتكلف الامر 60 الف جنيه استرليني’ وقد أجرت السيدة بالدوين طالبة دكتوراه في جامعة دي مونتفرت مقابلات مع 31 سيدة جمدت بويضاتها منذ سبع سنوات, علمًا أنَّ اغلب السيدات من الطبقة المتوسطة وحاصلين على تعليم عالي ومتوسط اعمارهن 38 عامًا عندما تم تجميد بويضاتهن.
وسألت بالدوين السيدات عن الأسباب التي دفعتهن لتجميد البويضات، ولم يكن سبب أي منهن حياتها العملية, موضحة أن اغلب الاسباب تدور حول أنه الوقت غير مناسب للإنجاب لأكثر من سبب, وقد اثبت البحث انه بصرف النظر عن تأجيل الأمومة لأسباب مهنية، فان النساء غمسن انفسهن في العمل لأنهن لم يجدن الشريك المناسب.
وقالت احدى السيدات إنها تملك حياة مهنية ناجحة ورائعة، ولكن هذا ليس لأنها تتجنب العلاقات الجدية، انما بسبب انها لم تجد أحد لتعود له في المساء إلى المنزل حيث كانت تعمل لوقت متأخر في المكتب, كما أجابت السيدات أن رغبتهن في تأجيل بناء بيت وأسرة وراءها عدم وجود شريك مناسب, وتعتقد بالدوين أن السبب في هذا التحول هو رغبة السيدات من دور أكبر للرجل في المنزل وتربية الاطفال. وبالتالي فان هذه التوقعات هي السبب الرئيسي وراء عدم ايجاد الشريك المناسب لهن, وفي الوقت الذي يحل مشكلة إبطاء الساعة البيولوجية للسيدات وإطالة عمر الفترة التي يستطعن الانجاب فيها، الا انها لا تحل المشكلة الاساسية وهي عدم ايجاد الشريك المناسب.
وقال البروفسور ادم بالين رئيس جمعية الخصوبة البريطانية" هناك فكرة سائدة عن الشباب انهم ليسوا ملتزمين بالعلاقات بالطريقة التي كانت في الماضي", ويبدو أن فترة الطفولة تستمر عند بعض الرجالة حتي العشرينات وحتي الثلاثينات اذا لم يلتزمون بعلاقة جدية.
وحذر اطباء من أن تجميد البويضات لا يضمن الامومة, وجمدت منذ عام 2001 ميلادي 3676 بريطانية لكن وُلد منهم 60 طفلًا, وقالت روبيرت وينستون طبيبة أطفال أنابيب ومذيعة رائدة، أن هناك اقبال هائل على تجميد البويضات، ويوفر فرصة كبيرة للإنجاب في معظم الحالات, وتري جيتا نارغيند المديرة الطبية لمركز سانت بول الطبي في لندن وهو اكبر مركز للتلقيح الصناعي في اوروبا، ان الكثر من السيدات يكافحن للحصول على الشريك المناسب في حين أن الرجال ليس لديهم نفس الضغط البيولوجي للإنجاب, واضافت ان السيدات لا يقبلن على تجميد البويضات الا عندما يصلن إلى 38 عامًا وهو السن التي تقل فيه الخصوبة بالفعل.