كشف العلماء أن متلازمة الشعور بالإرهاق المزمن مرض حقيقي، وأوضحوا أن الأشخاص الذين يعانون منها لديهم مؤشر كيمائي محدد في الدم, وبينوا أنه من الممكن أن تجد صدى في التغيرات التي ترى في الحيوانات النائمة, ما تم التوصل إليه بشأن وجود علامات في الدم عن متلازمة الإرهاق المزمن يمهد الطريق نحو تشخيص وعلاج أفضل, حيث يفسد هذا المرض حياة مئات الآلاف حول العالم.
وأشاروا إلى أن تحطم الأسطورة التي رسخت أن متلازمة الإرهاق المزمن ناتجة عن النفسية السيئة، يساعد في تبديد بعض من المشاكل الذي احدثته فيما يخص هذا المرض, حيث تشمل أعراض المرض على الألم الجسدي والعقلي الشديد وآلم في الأطراف, كما أن المرض قد يصيب الذاكرة والتركيز والهضم، مشيرين إلى أن البعض يعاني من الضعف لدرجة ترك وظائفهم أو الركود على السرير أو كرسي متحرك.
وعادة ما يصيب المرض الأشخاص في سن العشرينات أو الثلاثينات أو الأربعينات، وغالبا ما كان يصيب المهنيين الشباب, وسبب هذا المرض الذي يسمى اليوم باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي غير معروف.
الباحثون في جامعة كليفورنيا حللوا عينات من دماء 45 مصابًا بالمرض و 39 من الأصحاء في نفس العمر، وتوصلوا إلى حدوث تغييرات كيميائية يمكن أن تظهر فقط في دماء من يعانون بالمرض, وفي بعض الحالات كانت كيمياء الدم الأساسية في مستوى أكثر انخفاضا عن الطبيعي.
وقال كبير الباحثين روبرت نافيس إن شيء مثل هذا يحدث عندما تخفض الحيوانات من الأيض لتنام. وهذا ما يحدث في متلازمة الإرهاق، حيث ربما يظل الجسم عالقًا على هذه الحالة ما يؤدي للألم والعجز المزمن, وذكر الباحثون في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم أن درجة دقة فحص الدماء أكثر من 90% في اكتشاف الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض, وتمنى كبير الباحثين أن يؤدي بحثه لاكتشاف العلاج، بالإضافة إلى طريقة أسرع للتشخيص.
ويتجه حاليًا المرضى للخضوع لجلسات تشخيصية مكثفة استقر فيها الأطباء على حدوث التهاب النخاع الشوكي، بعد استبعاد الأمراض الأخرى, وقال نافيس: "هذا المرض يشكل تحدي لنا, فهو يؤثر على أكثر من جهاز في الجسم، والمتلازمات متنوعة وشائعة في أمراض أخرى", وأضاف: "لا يوجد تحليل تشخيصي، وقد يظل المريض سنوات لحين تشخيص المرض، ولكن هذا البحث يمكن أن يكون باكورة لفهم العرض البيولوجي للمتلازمة، والمهم بالنسبة للمرضى تطوير علاج جديد لمن هم في حاجة ماسة للعلاج".
وأكد على أن اكتشاف المؤشر الكيميائي سيساعد في تحطيم أسطورة أن المتلازمة سببها المخ، ووصف الطبيب النفسي في جامعة ادنبرة أندرو ماكلنتوش البحث بـ"الفريد"، مستدركًا بأن هناك حاجة لمزيد من البحث قبل أن يستخدم الفحص على نطاق واسع, وأضاف: "هناك الكثير يجب القيام به قبل أن يكون هناك تأثير علاجي أو تشخيصي من هذه التقنية الحديثة نسبيا، إلا أنها ومع ذلك تعتبر بداية جيدة".