كشفت إحدى الأبحاث الجديدة عن تأثير مذهل لبكتيريـا الأمعاء في استجابة مرضى فيروس نقص المناعة البشرية للعلاج, حيث تأتي هذه الدراسة الهامة لتكشف عن دور الأمعاء الكبير وتأثيرها على الصحة أكثر من المعتقدات التي كانت سائدة في الماضي, فيما توصل الباحثون من جامعة فالنسيـا Valencia إلى أن المرضى الذين يعانون من التهابات أقل في المعدة أظهروا استجابة أكبر للعلاجات المضادة للفيروسات الرجعية, وأشارت النتائج إلى أن العلاجات التي تستهدف بكتيريـا الأمعاء بإمكانها تعزيز فعالية العلاجات المضادة للفيروسات الرجعية، فضلاً عن منعها للآثار الجانبية أو المضاعفات التي عادةً ما تظهر أثناء مرحلة العلاج.
ويعاني مرضى فيروس نقص المناعة البشري من قصور دائم للمناعة، وما ينجم عن ذلك من التهاب الأمعاء المزمن في جزء منه من السموم ذاتها الناتجة عن الخلايـا لمحاربة عدوى فيروس نقص المناعة البشرية حسب ما يفسر قائد البحث مانويل فيرير من معهد Catalysis والذي يشير إلى اكتشاف فريق البحث بأنه وعند بعض المرضى، فإن بكتيريـا الأمعاء تصبح نشطة خلال إتباع العلاجات المضادة للفيروسات الرجعية ART مع البدء في جمع الجزيئات المضادة للالتهابات.
وقام الباحثون في الدراسة بتحليل بكتيريـا الأمعاء التي عثروا عليها في البراز من الأصحاء والمرضى بفيروس نقص المناعة البشرية، وعلى وجه التحديد فقد عملوا على دراسة نشاط مستويات البكتيريـا في الجهاز الهضمي, وتشير النتائج إلى وجود علاقة ما بين النشاط البكتيري والاستجابة المناعية كنتيجة لعلاجات فيروس نقص المناعة البشري وكذلك العلاج المضاد للفيروسات الرجعية.
وأضاف الباحث سيرغيو سيرانو – فيلر من مستشفى رامون كاجال Ramón y Cajal أن السبب وراء الاختلاف في استجابة بعض العناصر لدى المرضى الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشري عن هؤلاء الخاضعين للعلاج المضاد للفيروسات الرجعية من الممكن أن يعود إلى استعداد نظام المناعة لهذه البكتيريـا النافعة, ومن ثم فإن بكتيريـا الأمعاء تلعب دوراً في إنجاح العلاج المناعي لدى المرضى بفيروس نقص المناعة البشرية ما قد يجعل العلاجات المضادة للفيروسات الرجعية لها تأثير أكبر بالتالي على صحة مرضى فيروس نقص المناعة البشري في حال تم الاستفادة من هذا النوع للبكتيريـا.
وربما تساعد نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة eBioMedicine على إنتاج علاجات جديدة للوقاية من المضاعفات المرتبطة بتثبيط المناعة والالتهابات المزمنة، مثل الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، والتي تظهر في سن متأخر والأكثر تواتراً لدى الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية.