حذر الخبراء من أن القلق يمكن أن يضر بالصحة، خصوصًا النساء اللاتي لا تتوقفن عن الإفراط في التفكير فمثل هذا السلوك يمكنه أن يجعل الأمر أسوء حيث أنه يؤدي إلى الأرق ومشاكل في الخصوبة وحب الشباب وتساقط الشعر، بالاضافة إلى الاصابة بالاكتئاب، وفي مقال طبي، ناقش الخبراء مسألة القلق مع توصيتهم بالتفكير في الوقت الحاضر.
ويفتقد عدد كبير من النساء للنوم نتيجة للقلق بسبب التفكير في مواضيع غير مهمة في الحياة والتي تؤدي إلي الكثير من المتاعب، وكانت دراسة سابقة قد وجدت أن النساء تصاب بوباء القلق بسبب التفكير العميق. وقالت استاذة علم النفس بجامعة ييل، سوزان نولين خوكسيما أن 73% من النساء البالغات اللاتي تزيد أعمارهن عن 25 عاماً تقضي الكثير من الوقت في التفكير العميق للأشياء الموجودة بعقولهن.
وقالت زميلة الجمعية البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي، غلادينا ماكمان: "الحديث عن مشاكلك مع الآخرين يمكنه خلق شعورًا جيدًا ويساعد على زيادة الترابط بين الناس طالما كانوا داعمين لك، وأن الكثير من هذه المشاكل تكون بسبب عدم قدرتنا على التفكير بخصوص الوقت الحاضر فقط، ولكننا نقوم بالتفكير حول الماضي والحاضر والمستقبل، فالمرأة تقلق كثيرًا بشكل استباقي وتقوم بالتفكير حول ما يمكن أن يحدث والذي في كثير من الأحيان لا يحدث أبدًا".
يتفق العديد من الخبراء على أن المرأة تقلق أكثر من الرجال حيث تم تسجيل معدلات قلق واكتئاب عند النساء أكثر من الرجال، وقالت خبيرة علم النفس السريري، هيلين نايتنغيل "إن النساء بالتأكيد يقلقون بشكل مختلف عن الرجال، مضيفة أن تجربتها أن النساء تقضي بعض الوقت في القلق الغير منطقي الذي لا يحقق أي شيء".
ويميل الرجال إلى القلق حول الأشياء التي يمكن أن يفعلوا شيئًا حيالها، اما مخاوف النساء تركز على صحة ورفاهية أسرهن، فيمكن أن يكون السبب وراء هذا القلق مرتبط بأدمغتنا. تعمل كل عقول الأجنة بالطريقة نفسها حتى ثمانية أسابيع بعد الحمل، ولكن في هذه المرحلة تنتج الخصيتين عند الذكور هرمون التستوستيرون الذي يصل إلى المخ وهذا يؤدي إلى ظهور الخصائص الذكورية الفريدة.
نحن نعلم، على سبيل المثال، أن الجنسين يستخدمان جوانب مختلفة من أدمغتهم لمعالجة وتخزين الذكريات على المدى الطويل حيث أن العلماء قد اكتشفوا اللوزة الدماغية والتي تعد مجموعة من الخلايا العصبية الموجودة على كلا الجانبين من المخ وتساهم في عملية الادراك لكلا الجنسين.
ترسل اللوزة الدماغية عند الرجال إشارات إلى مناطق الدماغ مثل القشرة البصرية والمنطقة التي تنسق الإجراءات الحركية، أما بالنسبة للنساء تتواصل اللوزة الدماغية مع مناطق الدماغ التي تنظم الهرمونات النسائية ومعدل ضربات القلب وضغط الدم والهضم والتنفس. وتُعد هذه النتائج غير حاسمة ولكنها فرضية يمكن أن تكون تفسيراً للفارق بين القلق عند النساء والرجال.
وأشارت نايتنغيل "القلق عامل رئيسي في الاكتئاب، كما انه يتسبب في تدهور الصحة النفسية"، وأصبح الأرق وباء منتشر حيث أن بعض التقديرات تشير الآن إلى أن ما يصل إلى 40% من البالغين يعانون من الأرق الذي يعد أكثر شيوعًا عند النساء، كما أن القلق يمكنه إصابة النساء بالعقم، وتتأثر أيضًا الصحة البدنية بسبب القلق لأن الجسم يقوم بإفراز هرمون الأدرينالين الذي يمكن أن يتحول إلى كولسترول بواسطة الجسم مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأوضح خبير الشعر، الدكتور فيليب كينغسلي أنه قد لاحظ وجود ارتفاع كبير في عدد النساء اللاتي تذهب اليه بسبب مشاكل تساقط الشعر، قائلاً "أرى بالتأكيد أن الكثير من النساء تعاني من أمراض مثل داء الثعلبة المرتبط بالقلق، ولذلك فالقلق يسبب فقدان الشعر".