تمكن العلماء من تحقيق "اختراق" جديد يتعلق بمرض الزهايمر، يجعلهم أقرب للوصول إلى العلاج الفعال، ومنع حدوث المرض خلال خمس سنوات، وفقًا لبحث جديد، إذ اكتشف باحثون ألمان، وجود خلايا مناعية في المخ ناجمة عن الالتهابات تسبب مرض الزهايمر.
ووجدت التجارب أن العمل على تدمير بعض الخلايا المحددة - المعروفة باسم الخلايا الدبقية الصغيرة - والتي تشكل كتلًا من الأحماض الأمينية "بيتا اميلويد" التي تسبب مرض الزهايمر وتدمر الذاكرة ويعتقد أنها تقع في جذور المرض العصبي المدمر.
وفشلت التجارب البشرية لاكتشاف علاج للمرض في الماضي، واستهدفت معظم لويحات الأميلويد التي تتراكم في أدمغة المرضى، ويقول الفريق الألماني إن النتائج الجديدة مثيرة للاهتمام فهي تلقي الضوء على السمة الكلاسيكية لمرض الزهايمر، كما أنها تعطي أملًا جديدًا لتطوير أدوية فعالة تستهدف خلايا "الدبقية الصغيرة" - بدلًا عن اميلويد بيتا ذاتها.
ويقول البروفيسور مايكل هينيكا وزملاؤه إن لويحات بيتا اميلويد تغذيها الالتهابات، وعند الإصابة بمرض الزهايمر تجمع هذه البروتينات معًا؛ مما يؤدي إلى تلف الخلايا والتشوش.
ووجد الباحثون أن سبب إطلاق الخلايا الدبقية الصغيرة يرجع إلى بروتين يسمى "ASC" وكلاهما يعزز إنتاج بيتا اميلويد، وقال البروفيسور هينيكا، من جامعة بون، ألمانيا، إن هذا قد يحدث حتى في المراحل المبكرة جدًا من مرض الزهايمر.
في الاختبارات أجبر الجسم المضاد الذي منع "ASC" من الارتباط إلى بيتا اميلويد من تشكيله إلى كتل ضارة.
وكشفت الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature" العلمية، عن هذه النتائج من خلال الدراسة على الفئران الحية وكذلك الخلايا التي تزرع في المختبر، وقال البروفيسور هينيكا "المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر، تترسب لديهم أحماض أميلويد بيتا عن طريق تفعيل الجهاز المناعي الفطري وينطوي على تشكيل بقع من بروتين ASC في الخلايا الدبقية الصغيرة والتي تربط بسرعة إلى اميلويد بيتا وزيادة تشكيل الكتل". وأضاف أنه قد تم تصور بقع ASC في أدمغة المرضى الذين ماتوا من مرض الزهايمر.
وذكر البروفسور هينيكا، متحدثًا من ألمانيا "إن الأمل سيكون للتدخل في تطور المرض وانتشار الأمراض عن طريق مواجه أو التدخل في بقع ASC "، ومن جانبه قال البروفيسور ريتشارد رانسوهوف، عالم الأحياء في كلية الطب في جامعة هارفارد، بوسطن، أن تحديد مواد كيميائية في تشكيل المرض هو "موضع ترحيب كبير"، والذي یمکننا من الإسراع في تطویر علاجات أفضل.
وفي العام الماضي وجد الباحثون في جامعة ساوثامبتون أعدادًا متزايدة من الخلايا الدبقية الصغيرة في أدمغة المرضى المصابين بالزهايمر بعد وفاتهم، علمًا أن نحو 850 ألف شخص في بريطانيا يعانون من الخرف، حيث يعتبر مرض الزهايمر الأكثر شيوعًا في المملكة، ومن المتوقع زيادة الرقم إلى مليون بحلول عام 2025.