أكّد باحثون على أن القدرة على السير لأربع مجموعات من السلالم (السير لأربعة أمتار) دون توقف، مفتاح تجنب الموت المبكر، واختبر علماء إسبانيون النظرية الخاصة على ما يقرب من 13 ألف شخص كانوا يكافحون أو يشتبه في إصابتهم بمرض الشريان التاجي.
ووجد الباحثون أنهم أكثر عرضة للوفاة بمرض القلب بثلاثة أضعاف، كما واجهوا ضعف خطر الوفاة بسبب السرطان إن لم يمارسوا الرياضة، ويدعي الباحثون أن نتائجهم توفر دليلا إضافيا على فوائد التمرين واللياقة على الصحة وطول العمر.
وحلّل باحثون من مشفى كورونيا الجامعي في غاليسيا الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي أو المشتبه به، وتم تقديم هذه الدراسة في مؤتمر EuroEcho-Imaging لعام 2018 في ميلانو، وقادها طبيب القلب الدكتور جيسوس بيتيرو.
وطُلب من المشاركين السير أو الركض على جهاز المشي، وزيادة شدته تدريجيا حتى يصلوا إلى نقطة الإرهاق. وأثناء ممارستهم التمارين الرياضية تم ربطهم بجهاز تخطيط أيكو القلب، والذي يستخدم موجات صوتية لعمل صور متحركة للقلب تظهر حجمه وشكله، ويعد هذا الاختبار الذي تم استخدامه لمدة 30 عامًا وهو طريقة معروفة لتشخيص أمراض الشريان التاجي، ويظهر أيضًا مدى جودة عمل القلب والصمامات، ثم تم قياس الطاقة التي بذلها المشاركون عن طريق مكافئ الأيض هو معدل إنفاق الطاقة، أو استخدام الأكسجين، أثناء الجلوس بهدوء. ووفقا إلى الباحثين فإن الأنشطة الخفيفة مثل الوقوف أو المشي ببطء تستخدم أقل من ثلاثة أمتار، في حين أن الأنشطة المعتدلة مثل المشي السريع، تستخدم ثلاثة إلى ستة أمتار، والأنشطة القوية، مثل الركض أو لعب كرة القدم تستخدم أكثر من ستة أمتار، وتم تعريف القدرة الوظيفية الجيدة على أنها قادرة على السير 10 أمتار خلال اختبار جهاز المشي قبل أن يصبح الشخص لاهثا، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين ذوي القدرة الوظيفية الجيدة أو من لديهم ضعف في القدرة الوظيفية لأقل من عشرة أمتار، خلال فترة المتابعة لمدة 5 أعوام، توفي 1253 من المشاركين من أمراض القلب والأوعية الدموية، و670 من السرطان و650 من أسباب أخرى.
وارتبط كل متر تم إنجازه أثناء الاختبار بانخفاض خطر الموت لأمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان بنسبة 9٪، وكشف الدكتور بيتيرو أيضا عن انخفاض مخاطر الإصابة 4% لأي سبب وفاه آخر لكل متر تم إنجازه، وتوصي الجمعية الأوروبية لأمراض القلب ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني المعتدل للأيروبيك أو 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني القوي أو مزيج من الاثنين.
ويؤثر مرض الشريان التاجي على أكثر من 1.6 ملايين رجل ومليون امرأة في المملكة المتحدة، و15 مليون بالغ في الولايات المتحدة. يحدث هذا عندما تتلف الأوعية الدموية الرئيسية التي تزود القلب بالأكسجين بسبب تراكم ترسبات. عندما تتراكم تضيق الشرايين التاجية، ويقل تدفق الدم إلى القلب، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بالذبحة الصدرية، في حين أن الانسداد الكامل يمكن أن يسبب نوبة قلبية.