خلصت دراسة إلى أنه "ينبغي على جميع الأمهات اللاتي خضعن لـ جراحة قيصرية، مضغ العلكة بشكل يومي للحفاظ على صحة حركة الأمعاء"، حيث أن هناك امرأة واحدة من أصل خمسة نساء، تعاني مما يسمي طبياً بـ "علوص ما بعد العمليات الجراحية" – وهو مصطلح طبي يشير إلى عجز في حركة الأمعاء، بعد إجراء عملية جراحية.
اكتشف باحثو فيلادلفيا أن مضغ العلكة ثلاث مرات يومياً، ولمدة 30 دقيقة في كل مرة يمكن أن يساعد في استعادة وظيفة الأمعاء الطبيعية، عادة ما يشجع الأطباء المرضى على ضرورة هضم الطعام بعد الخضوع لأي عملية جراحية، وذلك لتحريض الأمعاء على الحركة مرة أخرى، وقد يكون هذا أخر ما ترغب به الأمهات الجدد، بعد الخضوع لعملية قيصرية.
ولكن يُعتقد بأن مضغ العلكة قد يُوهم الجسد أن الشخص يتناول الطعام بالفعل، حيث أن لها نفس التأثير، وذلك لأن عملية مضغ العلكة تدفع اللعاب إلى السيلان داخل الفم، ومن ثم يرسل إشارات للأمعاء للقيام بمهامها، ولعل ما يسمي ب " علوص ما بعد العمليات الجراحية" هو عرض شائع بعد إجراء أي عملية جراحية بالمعدة، وتعد العملية القيصرية واحدة من تلك العمليات، والذي يُعتقد أنه ناجم عن التهاب بسبب فتح البطن. وعلي الرغم من أن هذا العرض يزول عادة في غضون يومين، إلى ثلاثة أيام على الأكثر، لكنه أثناء هذا الوقت يسبب كثير من الآلام للمرأة مثل عدم الشعور بالراحة، والشعور بالغثيان، وألم بالمعدة، والانتفاخ، والإمساك، ناهيك أيضًا عما يسببه من مضاعفات رئوية مثل الالتهاب الرئوي والانسداد الرئوي، والإقامة لفترات طويلة في المستشفى.
قام الدكتور"فينتشنزو بيرغيلا" وفريقه من مستشفى جامعة "توماس جيفرسون"، فيلادلفيا، في الولايات المتحدة بتحليل نتائج عدد 17 دراسة قامت بدراسة حالة أكثر من 3000 امرأة خضعن للعملية القيصرية، وجاءت النتائج كما يلي: حيث أنه في المتوسط، قامت الأمهات اللواتي مضغن العلكة بإطلاق الريح بعد العملية القيصرية بحوالي ست ساعات ونصف أسبق من أولئك اللواتي لم يمضغن العلكة. وقامت الأمهات اللاتي مضغن العلكة بإطلاق الغازات بعد حوالي 23 ساعة من الخروج من العملية، مقارنة بعدد 29.5 ساعة لغيرهن.
وتشير النتائج إلى أن مضغ العلكة يمكن أن يكون وسيلة سهلة وفي متناول اليد، للمساعدة في التخفيف من حدة التوتر والانزعاج الذي تقاسيه المرأة، فضلاً عن تقليل فترات الإقامة في المستشفى، ولكن ماذا عن الأضرار الجانبية للإفراط في مضغ العلكة:عادة ما تجنبنا العلكة الخالية من السكر المزيد من السعرات الحرارية، لاحتوائها على مادة إكسيليتول، وتلك الأخيرة يمكن أن يكون لها تأثيراً مليناً، إذا ما اسُتهلكت بكمية كبيرة وفي فترة قصيرة من الزمن، ويمكن كذلك أن يتفاقم هذا التأثير إذا ما كانت العلكة، تحتوي أيضًا على ملينات أخرى مثل الجلسرين والسوربيتول, التي قد ينجم عنها الإسهال.
يمكن أن يؤدي الإفراط في مضغ العلكة أيضاً إلى آلام في البطن والانتفاخ الناجم، عن بلع الهواء الزائد، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى متلازمة القولون العصبي، وفسر المدون الكندي والطبيب "بن كيم" هذا بقوله: "عندما تمضغ العلكة تقوم بإرسال إشارات إلى جسمك، كما لو أن الطعام على وشك الدخول إلى جسمك، ومن ثم تنشط عمل الإنزيمات والأحماض، ولكن من دون وجود الطعام المراد هضمه".
ويمكن أن يسبب هذا الانتفاخ، وزيادة حموضة المعدة، ويمكن أن يضعف قدرتك على إنتاج إفرازات كافية بالجهاز الهضمي عندما تتناول طعامك بشكل طبيعي", قد يعاني بعض الناس أيضًا من أعراض جانبية أخري بالجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال، نتيجة وجود المًحليات الاصطناعية والتي توجد عادة في العلكة.