المستكة من التوابل التي لا غنى عنها لمطبخنا العربي، لا تخلو منها أغلب وصفات الأرز والحساء، وتدخل كمكون رئيسي في صناعة الكثير من أصناف الحلوى مثل الأرز باللبن والأيس كريم، وبالرغم من أنها تستخدم لإضافة نكهة ورائحة طيبة للأكل، إلا أنها أيضًا غنية بالفوائد الصحية، ولذلك استخدمت في الطب التقليدي منذ آلاف السنين لعلاج العديد من المشكلات الصحية، وخاصة اضطرابات الجهاز الهضمي ومشكلات الفم.
المستكة:
المستكة هي مادة عضوية صمغية تعرف باسم الراتينَج (resin)، وهي مادة تُستخرج من جذوع الأشجار، حيث تُصنع شقوق طولية في الجذوع ليخرج منها الراتينج السائل، والذي يتجمد على الفور على هيئة حبات صغيرة، وتُستخرج المستكة من شجيرة تنمو في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في جزيرة خيوس اليونانية، وتعرف باسم شجرة الضرو أو المُصطَكى أو المستكة، وتختلف جودة المستكة بحسب اختلاف جذع الشجيرة ومكان زراعتها.
تستخدم حبات المستكة في الطهي، كما يمكن مضغها كالعلكة، وتتوافر المستكة أيضًا في هيئة مسحوق أو كبسولات تستخدم كمكملات غذائية، ويستخدم زيت المستكة العطري لعلاج بعض المشكلات الجلدية.
القيمة الغذائية للمستكة:
يتكون راتينج المستكة بشكل أساسي من مركبات التيربينات الهيدروكربونية (terpenes)، وهي المكون الرئيس لزيت المستكة العطري، لذا فهو لا يحتوي على أية دهون أو بروتينات أو ألياف وإنما على الكربوهيدرات فقط، كما أنه يحتوي على نسبة ضئيلة من الزنك.
- يحتوي 2.5 جرام من المستكة على 6 سعرات حرارية فقط.
- يتكون زيت المستكة العطري مما يزيد عن عشرين مركبًا، أهمها: الألفا باينين والذي يمثل حوالي 80% من تركيبته، وهو مضاد للميكروبات ومضاد للالتهابات.
فوائد المستكة:
1. علاج عسر الهضم
تشير دراسة إلى أن تناوُل 350 ملليجرام من المستكة يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع قد يساعد على التخفيف من أعراض عسر الهضم، مثل ألم المعدة والحرقة وآلام الجزء العلوي من البطن، وقد تساعد المستكة أيضًا في علاج التهابات الجهاز الهضمي، وذلك لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
2. علاج قرح المعدة والأمعاء
أظهرت دراسة أُجريت عام 2010 أن مضغ المستكة بشكل يومي لمدة أسبوعين – مع تناوُل العلاج – يساعد في القضاء على البكتيريا الحلزونية، والتي تعد المسبب الرئيس لقرح المعدة. يساعد تناوُل المستكة أيضًا على التقليل من إفراز المعدة للأحماض، والحد من أعراض القرحة وعلى سرعة التعافي.وأشارت دراسة أخرى إلى أن تناوُل ملليجرام واحد فقط من المستكة يوميًا يثبط من نمو البكتيريا، ولكن هذه النتائج ما زالت في حاجة إلى مزيد من البحوث لتقييم فعاليتها، ويساعد تناوُل المستكة أيضًا على الحد من أعراض أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرون، وذلك بسبب خواصها المضادة للالتهابات.
3. الحفاظ على صحة الفم والأسنان
أظهرت عدة أبحاث أن المستكة تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا، كما أنها تعمل على خفض درجة حموضة اللعاب، لذلك فهي فعالة في القضاء على بكتيريا الفم، والتي تسبب التسوس والتهابات اللثة، كما أنها تقي من الإصابة بالتهاب دواعم السن (التهاب النسيج الداعم المحيط بالأسنان والذي يصل إلى العظام)، وتقضي على رائحة الفم.يمكن استخدام معجون أسنان يحتوي على زيت المستكة للحد من تورم واحمرار اللثة ونزيفها، في حالة الإصابة بأمراض اللثة.
4. الحفاظ على صحة الكبد
تشير دراسة إلى أن تناوُل 5 جرام من المستكة يوميًا لمدة 18 شهر يساعد على خفض مستوى إنزيمات الكبد، وتشير دراسة أخرى حديثة إلى أن المستكة تساعد على حماية الكبد من الالتهابات.
5. التخفيف من بعض أعراض حساسية الصدر
يساعد تناوُل المستكة في علاج التهابات مجرى الهواء المصاحبة لحساسية الصدر (الربو)، كما أنه يحد من فرط الاستجابة القصبي (أي سهولة تشنج القصبات الهوائية).
6. الحماية من بعض أنواع السرطانات
تشير دراسة إلى أن زيوت المستكة العطرية قد تساعد على تثبيط نمو الأورام المسببة لسرطان القولون، وتشير دراسة أخرى إلى أنها تكبح نمو خلايا سرطان البروستاتا.
طريقة الاستخدام:
تستخدم المستكة كتوابل أثناء تحضير أصناف الطعام المختلفة، لكن تحديد جرعات لاستخدامها العلاجي يختلف تبعًا لعوامل متعددة مثل السن والحالة الصحية. يُنصح في حالة الإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونية بمضغ 350 ميليجرام من المستكة ثلاث مرات يوميًا لحين القضاء على العدوى، ويُنصح بمضغ المستكة ثلاث مرات يوميًا بعد الوجبات لحماية الفم والأسنان.
قد يهمك ايضاً: