الحجامة

الحجامة من أقدم أنواع العلاج التي عرفتها البشرية تقريبا، مارسها جميع الأنبياء بما فيهم سيدنا آدم، عرفت في الطب الصيني، ومارسها قدماء المصريين، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى بها.

الحجامة عمود أساسي في الطب العربي الذي يتمثل في الحجامة والكي والفصد. للحجامة دور فعال كوقاية ضد الأمراض والالتهابات البكتيرية؛ حيث إنها تحفز جهاز المناعة؛ مما يمكن جسم الإنسان من القضاء على الأمراض، وثبت لها دور في مقاومة تسرطن الخلايا. للحجامة فوائد متعددة فهي تساهم في علاج أكثر من 45 مرضا، من بينها الصداع النصفي وآلام المفاصل والرومتيد ومرض السكري والنقرس والتهابات الكبد الفيروسية. وهى تمارس الآن في العديد من البلاد الغربية، وفي الصين ويوجد أكثر من 38 ولاية في أمريكا تمارس العلاج بالحجامة بشكل رسمي، وقد قام فريق طبي سوري بدراسة مفصلة للحجامة؛ وهو ما دفع الأسرة المالكة في بريطانيا إلى طلب العلاج على هذا الفريق لمعالجة بعض أفراد الأسرة المالكة من مرض الهيموفليا الوراثي. للحجامة دور في علاج السكر، ولكن حسب نوع المرض السكري وحسب مدة الإصابة به، حيث إنها تنشط البنكرياس، وتعمل على تحسين وظائفه، وهذا يؤدي إلى تقليل كمية الدواء التي توصف لمريض السكر، إذ إن الحجامة تنشط الدورة الدموية مما يساعد في توصيل الجرعة الدوائية إلى الأعضاء وبالتالي يعجل بالشفاء، ولكن ينبغي لمريض السكر أن يتبع نظام غذائي مناسب مع الحجامة.

وكذلك تنشط الحجامة وظائف الأعضاء في الجسم عموما فهي تحافظ على التوازن الهرموني والعصبي؛ وبالتالي يمكن للحجامة أن تساعد في تحسين الوظائف الجنسية، حيث تحسن الدورة الدموية وبالتالي تعمل على إعادة تروية الأعضاء وإمدادها بخلايا دموية نشطة وفتية؛ وهو ما يسهم في تحسين الكفاءة والوظيفة الجنسية، ويجدر التنبيه إلى أنها علاج تكميلي أو مساعد لا يغني عن علاج الطبيب المختص. ويوصي بعملها في مكان طبي كعيادة أو مستشفى، وعلى يد متخصص تجنبا لانتقال الأمراض أو اختيار نقاط غير صحيحة لتطبيق الحجامة، حيث إن كل مرض نقاط معينة تستثار عن طريق الحجامة لإحداث الأثر العلاجي المطلوب الحجامة أحد أقدم فنون العلاج التي عرفها الإنسان، إذ يعود تاريخها إلى زمن المصريين القدماء فتوجد على نقوش معبد “كوم أمبو” الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر صورة لكأس يُستخدم لسحب الدم من الجلد، كما ورد ذكر العلاج بـ “كاسات الهواء” في كتاب الإمبراطور الأصفر الأمراض الداخلية الصيني قبل حوالي 4 آلاف سنة. وجاء النبي ليقر ذلك العلاج، ويعمل به ويوصي به أمته فمن الثابت أنه صلى الله عليه وسلم كان يتدواى بالحجامة لصداع كان يصيبه. والحجامة هي عملية سحب الدم على نقاط معينة من الجسم باستخدام كؤوس الهواء، وكانت قديما تتم باستخدام كؤوس من الفخار أو الزجاج يتم إشعال ورقة أو قطعة قماش، وإدخالها في الكأس، ثم وضع الكأس بسرعة على جلد المريض وباحتراق الأوكسجين داخل الكأس يحدث ضغط سلبي يؤدي إلى تجمع الدم تحت سطح الجلد؛ ومن ثم يحدث المعالج خدوشا سطحية بسيطة باستخدام مشرط “محجم”؛ وبذلك يخرج الدم المحتقن تحت الجلد، ويتجمع في الكأس وبعد حوالي 5 دقائق يرفع الكأس، ويتم تعقيم مكان الحجامة.

وبذلك تنتهي عملية الحجامة والتي تعرف بالعلاج بـ (كؤوس الهواء مع الإدماء). حيث إنه يوجد أكثر من نوع للعلاج بكؤوس الهواء أحدها الحجامة وهي العلاج مع الإدماء.