يتطلع الكثير من عشاق رياضة مراقبة الطيور الى زيارة محمية الأزرق في قلب صحراء الأردن الشرقية، للتمتع بهذه الرياضة ونظرًا لكثافة أنواع الطيور الموجودة في المحمية، يزورها العديد من أسراب الطيور في كل عام إما لتستريح فيها خلال رحلة هجرتها الطويلة، أو لقضاء فصل الشتاء أو للتزاوج في المحمية.
وتعتبر محمية الأزرق المائية موئل طبيعي وهام لعدد من الكائنات المائية والبرية، مثل سمك السرحاني، الذي يُعدّ الحيوان الفقاري الوحيد المتوطن في الأردن، وبسبب تدمير الموائل الطبيعية أصبح سمك السرحاني مهددًا بالانقراض وتم العمل على إعادة تأهيل الموائل الطبيعية بهدف حماية هذا النوع من الانقراض. جهود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في هذا المجال كانت فعالة حيث تزايدت أعداد السمك السرحاني في موائلها الطبيعية.
وأسست محمية الأزرق في عام 1978 لحماية الواحة القيّمة والفريدة الموجودة والواقعة بين الصحراء الكلسية في الغرب وصحراء البازلت في الشرق، وتتميز المحمية بالمستنقعات الخضراء وتجمعات المياه الطبيعية التي تشكل البرك المتلألئة والجداول، الذي أعطى الواحة اسمها وهو الأزرق، وهي الترجمة العربية لكلمة "اللون الأزرق".
وعانت الأزرق من كارثة بيئية بسبب الإساءة والإفراط في استخدام المياه من حوض الأزرق، الضخ الجائر للمياه من واحة الأزرق إلى المدن المجاورة وحفر الآبار بشكل غير قانوني أدى إلى تناقص مستمر في مستويات مياه الحوض في السنوات الخمسين الأخيرة، و العام 1981 بدأ مستوى الماء بالهبوط ووصل إلى مستويات متدنية جدًا في العام 1993.
وأسفرت هذه المستويات المرتفعة من استخراج المياه عن استنزاف الواحة الطبيعية بشدة الأمر الذي أدى إلى جفاف مساحات واسعة من الأراضي الرطبة والتي وصلت إلى أكثر من 25 كم2، في عام 1992 جفت الينابيع الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي الرطبة ووصل عمق المياه إلى اثني عشر مترًا تحت سطح الأرض. الجسم المائي الذي كان يومًا نظامًا بيئيًا مزدهرًا تضاءل حتى وصل إلى ما نسبته 0.04 في المائة مما كان عليه في السابق و ظهرت أثار ذلك على شكل نقصان أعداد الطيور التي تتوقف في الأزرق خلال هجرتها.
وقبل الضخ الجائر للمياه في الثمانينات كانت واحة الأزرق جوهرة زرقاء لامعة في قلب الصحراء، تجتذب ما يقارب المليون طائر مهاجر في وقت واحد حيث أنها تقع على واحد من أهم مسارات هجرة الطيور، في بعض الأوقات نظرة إلى سماء الأزرق تريك ازدحام الطيور فيها ما يمكن يحجب ضوء الشمس، وبحلول العام 1993 وبسبب الضخ الهائل للمياه لم يعد هناك أية مياه سطحية في الواحة و تدمرت القيمة البيئية للواحة فعليًا.
ويوجد في المحمية عدد من المشاغل المختلفة منها مشغل الأزرق للرسم على بيض النعام حيث تقوم سيدات الأزرق بالرسم يدويًا على بيض النعام غير المخصب باستخدام أساليب خاصة في الحفر والتنقيط. ومشغل الأزرق للطباعة الحريرية وهي إحدى طرق الطباعة التي يستخدم فيها لوح مشدود عليه قطعة قماش حريرية، حيث يتم ضغط التصميم على قطعة القماش التي تحتوي على أماكن مُفرغة مغطاة بمادة عازلة، ويتم ضغط الحبر من خلال الحرير على سطح الطباعة، وهذه هي طريقتنا الصديقة للبيئة لنقوم بتصميم الهدايا بالطريقة التي تريد.