تعتبر جمهورية الجبل الأسود "مونتينيغرو" وجهة سياحية عالمية "شديدة النشاط" تضاهي شواطئها الأدرياتيكية الساحرة شواطئ جارتها كرواتيا؛ ففي 2016 بلغ عدد السياح من جميع دول العالم حوالي 1.5 مليون سائح، بزيادة نحو 6.9 في المائة عن عام 2015.
ولكن على الرغم من اشتهار مونتينيغرو بالسياحة "الطبيعية" وبأنها مرتعًا للمغامرات الساحرة، إلا أن ثمة جدلاً شديدًا يحوم حول التنمية السياحية في هذا البلد الصغير، إذ أن هناك مخاوف واحتجاجات محلية بسبب انتشار المنتجعات السياحية، التي تهدد النظام البيئي في مونتينيغرو، فعلى سبيل المثال، سمحت السلطات بتحويل أحد مخيمات الحرب العالمية الثانية في جزيرة مامولا الواقعة في مدينة بودفا الساحلية إلى منتجع سياحي فاخر.
ومن الأمثلة الأخرى على الجدل المنتشر هناك، حديقة بحيرة سكادار الوطنية، التي تؤوي 280 نوعًا من الطيور و50 نوعاً من الأسماك، والتي تعتبر محمية برية وأكبر بحيرة في جنوب أوروبا، والمدرجة في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية والمرتبطة باتفاقية رامسار، وهي أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة، تواجه هذه البحيرة خطرًا بيئيًا مقلقًا، حيث وافقت الحكومة على بناء منتجع "بورتو سكادار" الفاخر على ضفاف البحيرة، وسيضم المنتجع 30 شاليه ومرسى وإقامة لأكثر من 600 شخص.
فيما أعلنت الحكومة عن خطط لبناء مشاريع كهرومائية حول البحيرة، وهو ما يمثل تهديدًا على الثروة البيولوجية الفريدة للبحيرة، وفي الوقت الراهن، أصبحت الحيوانات البرية-مثل البجع الدلماسي النادر وثعالب الماء المهددة بالانقراض تعكر صفو البحيرة وشواطئها، علاوة على رهبان دير كوم القديم.