تعدّ جزيرة تنريفي، أحد جزر المحيط الأطلسي من مجموعة الكناري السياحية، وتضم غابات يتخللها الضباب في الشمال، ومنتجعات الحمم البركانية، إضافة إلى حمامات الشمس الشتوية الرائعة. ويستمتع الزائرون لجزيرة تنريفي من خلال التجول على ساحلها ليتمتعوا بمزارع الموز ورعاة الأغنام، وبعض الحانات الصغيرة والمنازل البيضاء التي تميز الجزيرة. ثم يذهبون لشاطئ البحر، ليجدوا الأمواج تتلاطم بالصخور الضخمة الموجودة هناك.
وتتمتع جزيرة "تنريفي" بالمكان الفريد من نوعه بجانب شاطئها الرائع. وكانت الجزيرة كتلة واحدة مع جزر "الكناري" لكنها انقسمت بفعل البركان. لذا نجد شعار جزيرة "تنريفي" شجرة التنين الذي يشبه شكل الجزيرة بالفعل، والجزيرة تكونت بفعل حمم البركان، وعلى رأسهم جبل "تيد" أعلى قمة جبلية في الجزيرة، إذ يصل ارتفاعه إلى 3715 متر فوق مستوى سطح البحر و7000 متر فوق قاع المحيط، وهو أكبر بركان نشط في العالم. وبجانب هذه المعالم الرائعة توجد المنتجعات التي يقضي فيها الزائرون عطلاتهم. كما يستمتع الزائرون بالمنظر الرمال والصخور ونباتات الصبار الخلابة.
وفي شمال الجزيرة، يكشف العالم سرًا من أسراره التي لا تنتهي. فجزيرة " تنريفي" تخضع للحكم الإسباني منذ القرن الخامس عشر، واستغل الاستعمار الإسباني مناخ الجزيرة الرائع ببناء المباني الفاتنة وزراعة المحاصيل الزراعية وإنتاج أنواع من النبيذ العتيق. ولا من عجب أن هذه الجزيرة تعتبر قبلة السائحين كافة، وبلغ عدد السائحين الإنكليز الزائرين لهذه جزيرة من شهر كانون الثاني/يناير إلى شهر ايلول/سبتمبر هذا العام نحو 1.5 مليون سائح، حوالي 75.000 منهم اختاروا قضاء إجازتهم في شمال الجزيرة.
وبالحديث عن فصل الشتاء في هذه الجزيرة وشمسها الرائعة التي تمنح الدفيء والنشاط لمن يزورها. ففي شهر تشرين الثاني/نوفمبر لايزال الجو حارًا، وكأنه أحد أيام المصيف الرائع، لكن هذا لا يأمن نزول المطر في أي وقت. وبجانب هذا، تمكن حديقة "أنجا العامة" الزوار من تسلق جبال الغاب التي يكسوها خضار الأشجار، والتي يهطل عليها ندى المطر، وكأنه جزء لا يتجزأ من هذا المشهد البديع. وبجانب أحد الشواطئ هذه الجزيرة والتي تسمي عاصمتها "سانتا كروس"، يوجد العديد من المطاعم التي تقدم أشهي الأطباق المحلية، ولاسيما المأكولات البحرية والنبيذ. كما تقدم المطاعم طبق "البطاطس" الشعبي الذي يقدم في أطباق خاصة. وتتمتع جزيرة " تنريفي" بالفنادق التي تعكس تراث هذه المنطقة وعلى رأسهم فندق "سان روكي"، فيعتبر هذا الفندق منزل تقليدي يطل مباشرة على شاطئ البحر من عدة غرف وفناء خلفي، وقد بنى بما يتوافق مع ثقافة الجزيرة. وبمجرد أن يفتح نافذة أحد الشرفات، يظهر من خلفه قرص الشمس وهي يحتضن الأمواج.
وكان لجزيرة " تنريفي" ميناءً رئيسيًا بلدة "غاراتشيكو" حتى دمرته الحمم البركانية. لكن لاتزال الجزيرة تحتفظ بالعديد من المعالم الرائعة كالمدينة الجامعية في مقاطعة " سان كريستوبال دي لا لاغونا"، والتي تتمتع بألوان مبانيها الزاهية والذي يرجع بناؤها في القرن السادس عشر. كما يوجد في الجزيرة "متحف النبيذ" الذي يقدم لزائرية فرصة تذوق النبيذ، فالمتابع للتاريخ، يجد أن هذه الجزيرة تشتهر وحتى قبل استعمار الإسبان لها بزراعة "الكرمة النبيذية"، وصناعة النبيذ أيضًا، كما أنهم ادخلوا النبيذ كمكون أساسي في أشهي أطباقهم. وبجانب "متحف النبيذ"، يذهب السائحون لزيارة جبل "تيد" البركاني، فالجو يتغير بسرعة واضحة كلما تقترب من مصدر البركان. فالأشجار والضباب وسكان الجزيرة الذين يبحثون على الطعام هم سمة هذا المشهد. فعلى مقربة من قمة هذا الجبل، يقبع "مرصد تيد" لرصد حركة الكواكب والنجوم وتحليلها على أيدي نخبة من العلماء والباحثين.