قد لا تبدو الدراجات الجبلية ذات البطاريات عصرية، ولكنها تجعل المناظر الطبيعية الخلابة في متناول الكثيرين. وذلك المكان الواقع بالقرب من مدينة "غرونوبل" الفرنسية هو مكان عظيم لتجربة قيادة الدراجات. يروي محرر الـ"غاريان" تجربته مع الدرجات الكهربائيه في جبال "فيركورز" في فرنسا قائلا :أردت الذهاب إلى مكان فيه منحدرات أقل حدة وأكثر هدوءًا من جبال الألب المزدحمة، وجدت ضالتي في جبال "فيركورز ماسيف"، التي تبعد أقل من ساعة من مطار "غرونوبل"، حيث تتيح الرحلة الصيفية الأسبوعية الجديدة الاستمتاع بالمنطقة ذات المسارات الخضراء، ولكنني أيضا اكتشفت وجود جنة مناسبة لركوب الدراجات في الجبال، والتنزه على الأقدام، والتزلج على الجليد.
هناك وادٍ في ثلث الطريق الطويل الواصل بين فالينس وغرونوبل، تقع فيه مدينة "فيلارد دي لانس"، وهي مدينة صغيرة فيها أكواخ من الخشب، وأصبحت المركز الرئيسي للأنشطة في المنطقة، ويوجد فيه سوق للطعام مرتين أسبوعيا، المكان الوحيد الذي يبيع السمك بالمنطقة، ,وأهم شيء بها الكثير من المناطق لاستئجار الزلاجات والدراجات. ولكن بين الرياضات العديدة المتوفرة كان هناك شيء جديد بالنسبة لي وهو ركوب دراجة جبلية كهربائية، في حين أن وجود بطاريات ضخمة على إطار الدراجة قد يبدو مذلا على الأسفلت، ولكن يمكن استخدامها على الأقل في جبال فيركورز.
وتقول الموظفة في مركز "فيركورز" جين لامبرت: إن الدراجات الكهربائية أعادت تعريف السياح على المناظر الطبيعية في المنطقة"، وتضيف: "يستطيع الناس الذهاب إلى مسافات بعيدة والدخول إلى مناطق لم يكن ممكنا الوصول إليها سابقا، إنهم يمدون حدود الرحلة، والآن الأزواج أو العائلات يستطيعون الذهاب في رحلة معا". ويقول ماكس هارتر من مركز تأجير الدراجات المحلي: إن 80% من عمله أصبح مرتبطا بالدراجات الجبلية الكهربائية، ويوضح قائلا: "هناك سيناريو متكرر أن يأتي الزوج لشراء عجلة كهربائية لزوجته حتى تتمكن من مجاراته، ثم بعد أسابيع قليلة يعود لشراء عجلة لنفسه حتى يتمكن من مجاراتها"، ويجب أن توضع في الاعتبار نصيحة هارتر بوجوب أخذ راحة أثناء صعود القمة على دراجة كهربائية.
لقد انطلقت لقضاء يوم في الأدغال، عابرا الطريق إلى جنوب شرق المدينة، قدت الدراجة في الشوارع الظليلة وإلى غابة الصنوبر، يتكون فيركور ماسيف من وديان ومرتفعات ومساحات خشبية واسعة، ولكن باستخدام الدراجة الكهربائية تبدو المنطقة سهلة الحركة. وفي وقت قصير التقيت "رينود"، وهو مدرس بالمدرسة المحلية، خارجا للجري بصحبة كلبه المربوط إلى وسطه بحبل تسلق، رأيت الحاصل على ميداليتين أولمبيتين مارتين فوركاد يقود دراجته للتدريب ويلوح لطلبة المدارس الذين يتنزهون، والعمدة المتقاعد مال خارج جراره الراعي لإجراء حديث قصير بعد عودته من رحلة قصيرة لقطع الأشجار، كل الأشخاص هنا يبدون في لياقة عالية. وصلت إلى مرتفع بعد رحلة تسلق طويلة وشديدة الانحدار، كنت مضطرا للتبديل ولكن لم أحتج لشرب المياه طوال الرحلة، وظللت متمالكا أنفاسي.
خلال ساعتين وصلت إلى منطقة الجليد الطبيعي، حيث كومة من الجليد في وسط الغابة، يتكون الجليد من تجمد الهواء المتبخر في عمق أحد الكهوف (يوجد خمسة كهوف عاملة يمكن دخولها بالمنطقة)، واُستخدم الجليد لإمدادات الفنادق والحانات بمدينة غرونوبل في العشرينيات من القرن الماضي ثم أكملت الطريق بجانب "أوبرج دو مالاتير"، وهو مطعم من الخشب المقتم به تمثال لساحرة معلق من العوارض الخشبية، ومررت ببعض الظباء، وخرفان برية، والتيوس ذات الطبيعة الودودة، وقطيع من الأبقار البنية التي أعيدت إلى المنطقة مؤخرا.
وأضاف: تناولت الغداء في مطعم "لو كلارينيت"، وهو مطعم مضاء بالطاقة الشمسية في مساحة منوعة الشجر وسط الغابة، وبني منذ 60 عامًا باستخدام جذوع الأشجار، بالداخل يوجد غرفة طعام خلابة، ومدفأة على الطراز القوطي، وعمود مغطى بالجاج ينل لعمق 20 متر تحت الأرض، تناولنا طبق البط مع الجنزبيل وكومبوت البصل بجانب جزر وكعكة الفواكه بسعر 21 يورو، يجمع الماء من الالماء الجاري ويخن في تانكات موضعة أسفل الشرفة، ويتمنى المالك أن يفتح بعض الغرف ليتمكن الضيوف من قضاء الليلة في ذلك المتنزه الطبيعي، أينما كانت الغرف أنا أريد الإقامة هنا.
انتهت جولتي على الدراجة في مركز التدريب، حيث تواجد لاعب آخر حاصل على ميدالية أولمبية هو روبين دوفيلارد. تمتلئ القريتان بأشخاص أصحاء وأولمبيين، يتدربون طوال الصيف لتحقيق اللياقة من أجل الرياضات الشتوية التي يتخصصون بها، وربما يحلمون بتناول الأطباق الشهيرة الجبنة الزرقاء المعروفة بـ"فيركورز"، والسجق وعين الجمل، ومشروم رافيولي.
مدينة "فيلارد دي لانس" أيضا بها مسارات تزلج، وصالة بولينغ، واسطبلات، وحمامات سباحة، ومركز للعب الترامبولين، والتجديف بالمياه البيضاء على مقربة من المدينة، وبينما أفكر في رحلتي هنا علمت أنه من المستحيل أن أكون هنا وأظل بلا نشاط..