تحتوي على سريرين مزدوجين، وبينهما طاولة دائرية صغيرة عليها تليفون باللون البني، هناك فليس هناك أروع من غرفة وسط أوراق فاكهة المشمش، توجد هذه الغرفة في فندق "ميمفيس لولايني" الصغير، حيث كان يمكث مارتن لوثر كينغ، في 4 أبريل / نيسان 1968، حين أطلق أحدهم عليه النار ليسقط قتيلًا في الشرفة.
وتحولت هذه الغرفة التي مكث فيها لوثر إلى معرض تابع للمتحف الوطني للحقوق المدنية، وبحلول الذكرى الخمسين لمقتله في العام المقبل، تتذكره الجماعات والحركات المرتبطة بالحقوق المدنية التي قادها لوثر بطريقة جديدة، حيث تطلق وكالة سياحية في جنوب الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني، رحلة تعقب للحقوق المدنية لكينغ، حيث تحديد المواقع في الولايات المتحدة التي شهدت حياة المناضل الأميركي، بداية من مكان ميلاده في أتلانتا، جورجيا، ومن ثم رحلته إلى ألباما وتينيسي والمسيسيبي.
وتعد الموسيقى الآن روح ولاية تينيسي، وهي تخرج من الحانات وضفتي الطين لنهر المسيسيبي، وحتى حين كانت الولايات المتحدة عنصرية، غمرت الموسيقى كل مكان، وفي شركة ستاكس للتسجيلات، قسم الموسيقيون إلى نوعين، الأول يمكنه صناعتها، والثاني لديه روحها، ووسط الجولات في الاستديوهات الفنية، حيث سجل أوتيس ريديغ أغنياته، تكتشف أن اغتيال كينغ غيير من ديناميكية الموسيقى، حيث كان هناك تفرقة بين الفنانين أصحاب البشرة السمراء والبيضاء.
وستمر بقيادة السيارة جنوبا في المسيسيبي، بين الأشجار الممتدة من مستنقعات وحقول المارون، لتقف عند كلاركسديل، حيث يحكي متحف "دلتا بلوز" الرائع الكثير من قصص التاريخ الموسيقي، وبجانبه يوجد مطعم "غروند زيرو بلوز" والذي يمتلكه الممثل الأميركي مورغان فريمان، ويقدم السمك المقلي المقرمش، والبرغر، والعديد من الوجبات المحلية.
وتوجد ممرات "فيرفيو إن" المغطاة بالسجاد على بعد ساعات جنوبًا في جاكسون، ، وتوصلك بغرف ضخمة بأربع أسرة، وحمامات ومواقد نيران، وتشهد المدينة أيضًا لحظات كفاح من أجل الحقوق المدنية، حيث اغتيل ميدغر إيفرز، زعيم حركة المسيسبي، خارج منزله في يونيو/ حزيران 1963، و كان من مناهضي الفصل العنصري.
ويسجل متحف الحقوق المدنية الجديد في المسيسيبي الأحداث كافة، حيث افتتح هذا الشهر، قبل الذكرى المئوية الثانية للدولة في 2018، وتشمل معروضاته أبواب بيضاء لبقالة بريانت، حيث في أغسطس/ آب 1955، وجهت اتهامات لإميت تيل، 14 عامًا من ولاية شيكاغو، وهو من أصحاب البشرة السمراء، لدخوله متجر مالكه من أصحاب البشرة البيضاء، وحفزت عملية تعذيبه وقتله حركة الحقوق المدنية.
ويوجد جدار الحرية، وأحد الأبواب التي شهدت مقتل فيرنون داهمير، قائد الحقوق المدنية، حيث قتله أحد أعضاء حركة كلان، والتي تؤمن بتفوق أصحاب البشرة البيضاء، وتكره الأميركيين الأفارقة، كما تلوح في الأفق التماثيل التي تحمل أسماء الضحايا المناضلين من أجل الحقوق المدنية، وسط موسيقى نشيد الحقوق المدنية الذي لا يتوقف عزفه.