أصبح منتجع "هاتشجو" الملكي السابق على الجزيرة اليابانية البركانية النائية من "هاتشيجوجيما" مثل الصدفة الميتة، حيث تبدو حاليًا غرف نوم "كانت وصلت في السابق حدِّ الكمال"، مغطاة بشراشف متسخة وتساقط ورق الجدران، في حين تنمو النباتات الزاحفة من بين ألواح الأرضية. ويقف البار، الذي كان كخلية من النشاط، فارغًا بشكل مخيف مع ثلاجات تستغيث لكي يتم ملؤها مجددًا .
كما فرغت صالات اللعب تمامًا، من عشرات الألعاب التي كانت فيها، وبدت كأنها تُركت في منتصف اللعب. وتبدو المكاتب والعمال أيضا قد اختفوا للتو، فيما تبقى فقط أكوام من الأوراق وأجهزة الكمبيوتر التي لم يمسها أحد منذ أن تركت.
وكان منتجع "هاتشجو" الملكي قد افتتح في منتصف 1960 عندما شهدت المنطقة تدفق السواح اليه. ولا تبعد جزيرة "هاتشيجوجيما" سوى 287 كيلومترًا من طوكيو. وقد تم إنشاء خدمة العبارات لتنقل الضيوف إلى تلك الجزيرة الاستوائية.
وكانت الحكومة اليابانية تروّج لهذه الجزيرة باسم "هاواي اليابان" نظرا للمشهد المماثل للولاية الأميركية. كما أن تصميم فندق "رويال هاتشجو" على ما يبدو قد صُمم على غرار العمارة الباروكية الفرنسية. وكان يقف بفخر بالتماثيل اليونانية ونوافير المياه المزخرفة التي وصفت كمعرض لآثار الطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وفي وقت افتتاحه في عام 1963 كان واحدًا من أكبر الفنادق في اليابان، وجذب أكبر عدد من الزبائن أكثر من أي وقت مضى، حتى أن الطبقة المتوسطة اليابانية قد وصلت اليه. وبعد 30 عامًا، ومع التقدم الحاصل لم تعد فكرة وجود فندق على الرمال البركانية السوداء تجذب السواح مع منافسة شواطئ عالمية أخرى له مثل غوام وهاواي وتايلند. وقد كافح "هاتشيجوجيما" لإعادة إحياء ذاته.
وخضع الفندق لاحقًا الى عدة تغييرات في الاسم، واستقر على "هاتشجو أورينتال ريزورت" قبل انهياره وإغلاقه في نهاية المطاف تقريبا في عام 2006. والآن تنمو على أرض الفندق النباتات، ولم يعد يجذب الا الضيوف والمصورين لزيارة المبنى الضخم لتوثيق تدهوره واندثاره