تتباهى مدينة مالقا بكونها «حسناء الأندلس»، كيف لا؛ وهي مدينة الحضارات، فمن الحضارة الرومانية إلى الحضارة القوطية والفينيقية، ومن ثم الأندلسية. فتجدها تمتلك جمالاً ساحراً، وطبيعة خلابة؛ حيث تكسوها الجبال، وتحيط بها الأنهار والأشجار من كل جانب. كما تضم العديد من المعالم الفريدة والمتاحف الأثرية؛ ما جعلها من أكثر الوجهات الأوروبية التي يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم.
قصبة مالقا Alcazaba of Málaga
عند زيارتك إلى قصبة مالقا، التي تقع وسط المدينة عند سفح جبل طارق؛ سيدهشك شكلها الذي يشبه المتاهة، فهو بمنزلة هيكلها الدفاعي، ويمكنك التجول في مناطقها الثلاث المُتداخلة ببعضها البعض، وغرفها التي كانت تستخدم لأغراض عسكرية، ففيها مخازن للأسلحة، وغرف نوم للجنود، وغيرها من مستلزمات القتال، والعديد من المقتنيات الأثرية كالعملات المعدنية والأواني القديمة. وسيأخذك طرازها المعماريّ الأندلسيّ ذو الثُقوب الموجودة في جدرانه لمُراقبة التحرّكات الّتي تحدث داخل المدينة، في رحلة عبر العصور القديمة.
المسرح الروماني Teatro Romano
بعد أن تنتهي من زيارة قصبة مالقا، يمكنك التوجه إلى المتحف الروماني الذي يقع بالقرب منها على سفح حصن الكازابا الشهير، وهو يعد من أقدم الأماكن السياحية في مالقا بتاريخ يمتد إلى القرن الأول الميلادي. يُمكنك خلال زيارة المسرح أثناء جولات السياحة في مالقا الاستمتاع بملامح الهندسة المعمارية الرومانية المُميّزة والواضحة في بقايا الأعمدة بالموقع، وقطع الأحجار التي يُمكنك رؤيتها عند زيارة القصبة الجبلية الواقعة أعلى سفح المسرح. كما يُمكنك المرور بمركز الزوار للتعرف إلى تاريخ المسرح العريق ورؤية أهم مُكتشفاته الأثرية، مع حضور عرض مسرحي يُقدّمه فنانون عالمون، أمثال: أندرياس مرديرا، ودانيال، وكارلوس ألفاريز.
قلعة جبل طارق Castillo Gibralfaro
تعد القلعة من معالم مالقا الأكثر شعبية بين السياح، بسبب تاريخها العريق والممتد إلى الحقبة الفينيقية وما قبلها؛ حيث كانت تعمل منارة. وتشتهر القلعة بموقعها المُميّز على قمة جبل طارق؛ ما يجعلها توفر إطلالة بانورامية ساحرة على البحر والميناء ومعالم المدينة، مع جدارين مُمتديّن بامتدادها شمال المدينة وشرقها و8 أبراج يرتفع الرئيس منها إلى 17 متراً، إلى جانب البئر الفينيقي وبئر آيرون الصخري بعمق 40 متراً، وكذلك غابات الصنوبر والأوكاليبتوس التي يقع بالقرب منها ساحة لمُصارعة الثيران. كما يُمكنك التعرف إلى تاريخ القلعة من خلال مركز الترجمة الفورية الموجود هناك.
متحف بيكاسو Picasso Museum Málaga
عند زيارة متحف بيكاسو، يمكنك مشاهدة أكثر من 285 عملاً متنوعاً للفنان بيكاسو، بين لوحات ومنحوتات ورسومات، بعضها تبرع بها أفراد عائلة بيكاسو، لكونه المكان الذي ولد فيه. ويعود تاريخ المتحف إلى القرن السادس عشر، ومن أعمال الفنان التي يمكنك مشاهدتها في المتحف «امرأة ذات أذرع مرفوعة»، و«فتى مجرفة» مع الكثير من الأعمال الفنية الرائعة، وبزيارتك إلى المتحف، يمكنك التعرف إلى تاريخ بيكاسو وأعماله الرئيسة، فهو أحد أماكن السياحة الأكثر زيارة في مالقا.
تابعي المزيد: قرطاجنة "جوهرة خفية" في إسبانيا
كاتدرائية مالقا Málaga Cathedral
أحد أهم الأماكن السياحية في مالقا، الذي يتميّز بتاريخ عريق وفترة بناء طويلة بدأت عام 1528، وبسبب نقص الأموال لم يتم اكتمال بناء الكاتدرائية حسب مُخطّط مؤسسها الأول المعماري دييغو سيلوي، ليتحمل المعماريان الشهيران بيدرو دي مينا وخوسيه مارتين دي، مسؤولية إصلاحها، واستكمال بنائها خلال القرن السابع عشر ونهايات القرن الثامن عشر.
عند زيارة الكاتدرائية، يمكنك مشاهدة طرازها المعماري الرائع الذي يجمع بين عصري النهضة والباروك الواضح في بناء برجها، والمنحوتات الـ 42 التي تتميّز بالإبداع الفني المُتقن والدقيق، وأكشاك الجوقة، وغيرها من المعالم والمباني المُثيرة للإعجاب.
وتقع الكاتدرائية على مقربة من المسجد الموحدي الأثري، وتُعد أحد أفضل معالم السياحة في مالقا وأكثرها شعبية بين زوارها؛ بفضل ما تتمتع به من أهمية تاريخية وتصميم معماري رائع وأنيق.
كهف نيرخا Cueva de Nerja
من المعالم الطبيعية الجميلة في مالقا بفضل تاريخه العريق الذي يمتد إلى العصر الحجري، ومُكتشفاته الأثرية التي تضم نقوش وحفريات صائدي الأسماك والطيور والحيوانات البرية خلال هذه الفترة قبل 3 آلاف عام.
يُمكنك زيارة الكهف المُصنّف كأحد أفضل الأماكن السياحية في مالقا، الذي تم الإعلان عنه بوصفه موقعاً للتراث الثقافي والتاريخي الإسباني في منتصف الثمانينيات، والاستمتاع بجولة سمعية بصرية بلغات عدة لمدة 45 دقيقة بين أجمل المناظر الطبيعية الخلابة التي يتميّز بها؛ حيث يتمتع كهف نيزخا المُنقسّم إلى كهفين بشهرة عالمية بوصفه أكبر كهوف العالم بمساحة.
متحف السيارات Museo Automovilístico
من المتاحف النادرة والقليلة في العالم، متحف السيارات والأزياء، الذي يقع في تاباكاليرا القديمة، وهو من أفضل الأماكن التي ننصحك بزيارتها عند السفر إلى مالقا.
يتميّز المتحف بمساحته الواسعة، فيمكنك التجول بغرفه الـ 13 التي تضم مجموعة من المُقتنيات الثمينة، والتي تعكس التطور الفني والتاريخي الذي شهده إنتاج السيارات والأزياء حول العالم خلال القرن العشرين.
ويضم المتحف نحو 100 سيارة من طراز مرسيدس، وفيراري، ورولز رويس، ومجموعة من إكسسواراتها الثمينة، مثل المقاعد المكسوّة بكسوات من جلد النعام المُنعش، ومقابض من الفضة والعاج، ولوحة قيادة مُزخرفة بأصداء اللؤلؤ... وغيرها، إضافة إلى 200 قطعة ملابس تم استقطابها من 7 معارض عالمية شهيرة للأزياء تعكس هذه الفترة.
تابعي المزيد: السياحة في اسبانيا: سان سيباستيان وجهة صيفية جذابة
السوق المركزي Mercado Central de Atarazanas Market Hall
إن كنت من محبي طهي الأسماك، يمكنك تحقيق صفقة رائعة بشراء وجبة من الأسماك الطازجة مع الخُضر والفاكهة وإعدادها منزلياً بفن وإتقان وبأسعار مقبولة جداً، أما إن كنت من الأشخاص قليلي الصبر أو الخبرة في المطبخ، فيُمكنك المرور على أحد مطاعم المأكولات البحرية التي يشتهر بها السوق وتذوق الروبيان وسمك الإخطبوط المقلي أو المشوي مع الخبز والبولي (وجبة محلية).
ويتميّز السوق ببوابته الرخامية التي ترجع إلى عهده كحوض لبناء السفن، ثم بواباته الحديدية المصنوعة والمُزخرفة بإبداع وإتقان. تم تجديد السوق عام 2008 بإزالة سقفه وتنظيم أكشاكه الـ 260 عبر 3 مناطق مُنفصلة حسب مجال البيع.
شاطئ لا مالاجويتا Playa de La Malagueta
لمحبي الشواطئ والسياحة المائية، يمكنك التوجه إلى زيارة أحد أفضل شواطئ مالقا وأكثرها مثالية لاستضافة العائلات والأطفال؛ بفضل موجاته مُتوسطة الشدة، وما يُقدّمه من أنشطة مائية وشاطئية ترفيهية مُمتعة للأسرة خلال فصل الصيف، كتأجير وركوب الأراجيح، وتأجير المظلات، وركوب القوارب ذات الدواسات.
يقع شاطئ لا مالاجويتا الذي يحمل اسم أحد أشهر وأعرق أحياء وسط المدينة ما بين الميناء وشاطئ لا كاليتا، ويضم الشاطئ منطقة ألعاب ترفيهية للأطفال ونادياً شاطئياً هو الأقدم من نوعه والأكثر زيارة خلال عطلات السياحة في إسبانيا.
مالقا بارك Málaga Park
لمحبي الطبيعة، يمكنكم زيارة مالقا بارك، أحد أفضل الأماكن السياحية المثالية للعوائل والأطفال، بما تُقدّمه من طبيعة نباتية خضراء ومُزهرة خلابة، وجلسات رائعة مُقابل نوافيرها المُنتشرة المُنعشة الباعثة على الهدوء والاستجمام بعيداً عن الضجيج، إضافة إلى ما تضمه من مناطق ألعاب ترفيهية جذابة للأطفال، ومسرح صغير مفتوح في الهواء الطلق، وبعض اللمحات من تاريخ المدينة وآثارها.تقع حديقة مالقا النباتية الترفيهية بألاميدا بارك على بُعد 5 كيلومترات في اتجاه الشمال من وسط المدينة خلف منطقة الميناء الجديد بين ممري الراهب والحديقة، ويُمكن الوصول إليها ببساطة بالحافلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
اكتشف روعة السحر الأندلسي الأصيل في "نيرخا"
اكتشف أسرار جبال الأندلس في جولة مميزة لمنزل "La Donaira" الإسباني