تعمل الفنانة والمصممة الهولندية ماريسكا ميجيرس، في مجال البنوك وتعيش حياة مغتربة مع عائلتها الصغيرة في سنغافورة منذ أكثر من 10 أعوام، لكن بالنسبة إليها كان ذلك وجودا مجوفا، إذ تقول "لم أكن أستمتع بحياتي المهنية، ولم تكن حياتي الشخصية جيدة أيضا"، بعد الحصول على هدية حامل لوحات في عيد ميلادها، بدأت ميجيرس الرسم وبدأت بسرعة في العثور على تحقيق ذاتها، وفي النهاية أدركت أن هناك حاجة إلى مزيد من التحول الزلزالي، لذلك في العام 2006 تركت عملها، وخصصت الوقت لزواجها وعادا مع الطفلين إلى هولندا، واستقرت في نهاية المطاف في أمستردام، لقد كان تغييرا جذريا بمقدار 180 درجة، إذ قالت "أردت أن أفعل شيئا مختلفا في حياتي، لذا قفزت".
وتعكس شقتها في أمستردان هذه العقلية الإيجابية، إنها مليئة بالألوان والأنماط القوية التي تجمع معا لخلق بيئة هادئة بشكل مدهش، كان منزلها السابق منزلا أكبر لكن عندما غادر أولادها أطفالها، أنيمارث التي تبلغ الآن 21 عاما، وماوك، 19 عاما، المنزل للالتحاق بالجامعة، كان من الصعب التعامل مع متلازمة العش الفارغة.
بدأت في مراقبة هذا الحي الذي كان في يوم من الأيام في العاصمة الهولندية، وتمكنت من شرائه إنه مبنى جميل مصنوع من الطوب الأحمر، بني في العام 1896، وتقول "يذكرني بنيويورك.. هناك سطح مشترك لحفلات الشواء والسباحة في القناة والقوارب في الصيف. إن العيش بقرب الماء يجعلك تشعر كأنك في عطلة".
وتبدو الشقة نفسها لطيفة إذ توجد لوحة عازبة مميزة، بيضاء اللون مع جدران تقسيمية، لكن حين اشترت المنزل كانت الخطوة الأولى هي إنشاء مساحة مفتوحة لتناول الطعام ومكان مفتوح للعمل، مع خلق غرفة نوم إضافية عند عودة أبنائها، المطبخ مدمج ومميز بشكل لا مثيل له مع خزائن من خشب البلوط الأسود وبلاط الزليج المغربي المصنوع يدويا.
وأوضحت "كما يجب أن ننظر إلى المطبخ طوال الوقت، يجب أن يتناسب مع بقية الشقة، أردت أن يبدو أكثر مثل حانة الفندق"، تم تزيين بقية الشقة بألوان وداكنة في مساحة صغيرة، مما يخلق خلفية رائعة، تماما كما تفعل في متحف ريجكس في أمستردام، ولم يكن العمل في القطاع المصرفي شغفها الأساسي، لكن السفر حول العالم أعطاها نوعا من الإلهام الذب وضعته في ديكورات منزلها، واللوحات العميقة الغنية بالألوان، ومطبوعاتها الخاصة التي تستخدمها في المنزل، كما تضيف لمستها على السجاد والستائر والوسائد والجدران، قائلة إنها لا تتعب من ذلك.