تعتبر ألبانيا، نسخة أقل بريقًا من بلجيكا، وفي جنوب العاصمة تيرانا، الأرض المليئة بالآثار المعمارية، حيث يصبح المشهد جبليًا، وتلوح بلدة جيروكاستر في الأفق، لتتلاشى كل الشكوك، والمناظر الطبيعية الجميلة في المنطقة لا توجد في أي مكان في أوروبا.
جيروكاستر معلّقة على منحدرات عالية من الجبل، تحت قلعة واسعة، تم بناؤها في أوائل القرن الـ19 على يد الوالي العثماني المعروف بمواقفه الجنسية الشهية النهمة، مع أكثر من 300 امرأة، علي باشا، الذي حاول أيضًا إغواء زوجة ابنه، وعندما رفضته أغرقها، إلا أن هذه القصّة تناقض الترحيب الحار الذي يتلقاه السائح من سكان جيروكاستر المحليين.
وتتعامل مالكة فندق جيروكاستر العجوز، فيلي، مع الزوار بمجاملة لا تشوبها شائبة، ولا تتحدث الإنكليزية، ولكن ابنها النشيط، قاسم، كان يتولى عملية الترجمة، ويحوي الفندق جناحًا فخمًا مقابل 44 جنيهًا إسترلينيًا في الليلة، بغرفة ذات سقوف مكسوة بألواح خشبية وأثاث عتيق، وتجدر الإشارة إلى أن جيروكاستر هي على بعد أقل من 30 ميلًا من الساحل، حيث يمكنك السباحة إلى جزيرة كورفو اليونانية في غضون ساعة أو أكثر قليلًا، وتأجير الفيلا في كورفو، يستلزم آلاف اليوروهات، إلا أنه في ألبانيا قد تكلف المئات فقط، كما أن هناك صفقات في كل مكان، البازار القديم عبارة عن بعض الشوارع المخططة التي يحيط بها محلات بيع التحف التي تعود للعهد الشيوعي، ويسعد السائح بشراء السجاد الذي تتراوح أسعاره بين 44- 87 جنيهًا إسترلينيًا.
وتضم جيروكاستر مسقط رأس الرجل الألباني الأشهر في التاريخ، بعد الأم تيريزا، أو ربما معروفًا لسوء سمعته، وهو أنور خوجة، الديكتاتور الشيوعي الذي استعبد بلاده لأربعة عقود بعد الحرب العالمية الثانية، وتعدّ المدينة نقطة انطلاق مثالية للتجوّل في جنوب ألبانيا، وعلى بعد مسافة قصيرة بالسيارة تجد موقعًا أثريًا رائعًا في "بوترينت"، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ثم هناك العيون الزرقاء، بقعة جميلة للسباحين حيث الفقاعات الباردة والمياه الواضحة والينابيع العميقة في التربة، وبالنسبة لأولئك الذين يحبون مثل هذه الأشياء، هناك بلدة للحفلات تدعى ساراندي على الساحل، حيث الأندية فوق المياه التي تقود لكورفو.