تتميز السويد بهوائها المنعش والخضرة والمياه الجارية في كل إرجائها، أما عن ريفها الرائع المحيط بالعاصمة والذي يعرف باسم "كوتسولدز السويد"، وهي منطقة ذات جمال أخاذ وهي وكل منازلها تقريبا باللون الأحمر. ففي الأيام الخوالي، تم طلاء المنازل بهذه الطريقة لجعلها تبدو كما لو أنها بنيت من الطوب، وهذه الحالة أصبحت تقليدًا وطنيًا في الوقت الراهن.
ويقع فندق باسنبرغا، بالقرب من فينغاكر، حيث يوجد منفذ بيع كبير، وكنيسة جميلة وكذلك أميال من البحيرات مع أرصفة، للتشجيع على خلع الملابس والغوص فيها على الفور. وفي فندق باسنبرغا لا يوجد أمامك خيار في قائمة العشاء، ولكنك حتما ستحصل على وجبة طازجة وصحية ولذيذة، طبق سويدي أصيل. ولم أكن أدرك مدى أهمية تناول وجبة الإفطار، من خلال تقديم مجموعة من الجبن والأسماك والبطاطا والقرع والبيض والفانكفورتر والمكسرات.
ويخبرنا أحد السكان المحليين أنه هذا التقليد بدأ في نهاية القرن الماضي خلال فصل الشتاء البارد بشكل خاص، عندما كانت هناك دعوة إلى الابتكار، من خلال مزج الطحين العادي وزيت الزيتون والبذور، ومن ثم خبزه في فرن ساخن لمدة سبع إلى عشر دقائق. لتستمع بأجمل وصفة طعام في السويد. وتروسا، تقع على بعد ساعة تقريبا من فندق باسنبرغا، وهي بلدة صغيرة بها قناة رائعة تجري من خلالها، وتضم كذلك عددًا قليلًا من المحلات التجارية المغرية لبيع أسلوب الحياة السويدي المنعش في ملابسها التقليدية الرائعة.
ونتطرق إلى الداخل أكثر وأكثر، ولكن لا زلنا بجوار البحيرات، حيث توجد "ماريفرد"، وهي مدينة سويدية رائعة حقاً تقع في الشمال، والتي تعد عنصر الجذب الأكبر في قلعة غريبشولم، وهي أيضا موطن لمعرض الصور الوطنية في السويد. وإن "فندق J "، في ناكا ستراند، هو مكان جيد آخر للإقامة على مقربة من العاصمة، لتشعر انك في يخت، فالألوان السائدة في الغرف هي الكثير من الأزرق والبيض، ومناظر روعة من مصب ستوكهولم.
وحوالي 60 في المائة من السويديين يمتلكون أو يستطيعون الحصول على منزل ريفي نوع ما، حتى لو لم يكن أكبر من سياج الحديقة نفسها، والتي يقع الآلاف منها شرق ناكا ستراند، مخبأة بين الأشجار، أسفل الطرق وعرة. أينما تذهب، نجد هناك الناس يتمشون، على الرغم من أن كثير منهم مسنين يتعكزون على عصا، المشي في السويد هواية وطنية. وربما يكون ذلك لهوائها المنعش والنقي على مدار العام وشمسها الساطعة حتى منتصف الليل.