تشتهر مدينة بانكوك، في تايلاند، بالعديد من ناطحات السحاب النابضة بالحيوية، والتي من أبرزها ناطحة "ماهاناخون"، والتي تتكون من 77 طابقًا، ولكنها تحتوي أيضًا على واحدة تعد الأكثر شهرة في العاصمة التايلاندية، والتي تعرف باسم "مبنى ساثورن" أو "برج الأشباح"، كما أطلق عليها، لأنها مهجورة منذ أعوام عديدة.
وسلطت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، الضوء على هذا المبنى المهجور، وفي التقرير التالي نلقي نظرة فاحصة على "برج الأشباح" الذي يتدفق إليه السياح وهواة البحث عن الأشباح، لالتقاط الصور لهيكل المبنى الذي لم يكتمل، ما أدى إلى سكن الأشباح به.
وكان من المفترض أن يضم ذلك المبنى المكون من 49 طابقًا، من وحدات سكنية فاخرة لمئات العائلات التايلاندية الغنية، ولكن مع حلول الأزمة المالية الآسيوية عام 1999 توقفت أعمال بنائه التي بدأت في عام 1990، ولكن الآن أصبح هذا البرج بمثابة نصب لأخطاء ارتكبتها الحكومة، وموضع للفضول ما أدى إلى تزايد تدفق السياح على مشاهدته والتقاط الصور له.
ويعد برج "ساثورن" من الأبراج الفريدة من نوعها، حيث كان متوقعًا له النجاح، لا سيما أنه يقع بجانب نهر تشاو فرايا، ويأتي إليه العشرات من الأجانب يوميًا لزيارة هذا الصرح البالي، ورؤية الخفافيش والطيور والأشجار الغريبة اللاتي سكنت به بدلًا من مواطني تايلاند.
وقد بدأ بناء برج الأشباح في عام 1990، حيث كان اقتصاد بانكون في الارتفاع، ما أدى إلى الدعوة لبنائه بسبب الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد، ويعود بنائه في الغالب إلى المهندس المعماري رانغسان تورسوان، ولكن مع بدء الأزمة المالية في آسيا، والتي بدأت في تايلاند في أعقاب انهيار عملة تايلاند "البات"، مما دفع المستثمرون إلى سحب أموالهم بأسرع ما يمكن، تخوفًا من الوصول إلى أزمة مالية إقليمية، لتتوقف أعمال بناءه ويبقى على حاله حتى الآن.
وجدير بالذكر، أن ابن رانغسان، بانجيت، هو الآن المسؤول عن برج الأشباح، كما عين فريق أمني للحفاظ على البرج من أي اعتداء أو أشخاص يحاولون وضع أيديهم على الأرض.
وأشارت "الديلي ميل"، إلى أن بانكوك يوجد بها أماكن أخرى في المدينة الصاخبة، فهناك مراكز التسوق المهجورة والمصانع والمنازل، ولكن لا يمكن هدم تلك المباني بسبب الخلافات على عقود الملكية والإجراءات الخاصة بملكيتها، كما لا يمكن إعادة ترميمها وتطويرها بسبب ضعف هياكلها.