تدير الخطوط الهندية للسكك الحديدية عشرات الرحلات بواسطة قطار "بهارات دارشان" إلى جميع أنحاء الهند كل عام - وتمتد الرحلة من بضعة أيام إلى أسبوعين، وتستهدف مئات الملايين من الهندوس المتدينين في البلاد، حيث تنقلهم إلى أهم المواقع الدينية.
وتشتمل جميع قطارات النقل وقطارات الإقامة، على الاطعمة المختلفة والطعام النباتي وكؤوس لا نهاية لها من الشاي، والتكلفة حوالي 1000 روبية في اليوم، حوالي 11 جنيه استرليني، وهو ما يجذب السياح الغربيين.
ويقول ريتشارد إيلرز محرر السفر في صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن رحلته الاخيرة إلى الهند "بدأت رحلتي التي استغرقت سبعة أيام بالقرب من حيدر أباد، وسوف يأخذني القطار جنوبًا إلى تاميل نادو ومعابدها الشهيرة، كنت آمل أن أحصل على لمحة عن الهند والهندوسية من خلال السكان المحليين".
وأضاف "لكنني كنت متوترًا قليلًا بينما انتظر القطار عند منتصف الليل، على الرغم من أنني قمت ببعض رحلات القطار الهندية بالمساء، ولكن في عربات مكيفة الهواء وفقط لليلة واحدة في كل مرة، فهذه المرة مختلفة سأكون في القطار الأساسي الخاص بالنوم لمدة أسبوع مع أكثر من 800 شخص قد لا أتمكن من التواصل معهم، ولم يكن لدي أي فكرة عن كيفية الأغتسال داخل القطار، أعطتني صديقتي علبتين من المناديل المبللة، و اشتريت دلوًا صغيرًا لاستعماله في الاستحمام ، بالإضافة إلى وسادة وبطانية ".
وتابع "وصل القطار وذهبت إلى مقعدي، وبعد نصف ساعة، والقطار في طريقه كنت نائمًا دافئا تحت بطانيتي إلى ان استيقظت على الصراخ والضحك والأضواء الساطعة في الساعة 4 صباحا وأطلعت على ما حولي لاجد الاماكن معبأة بالناس والحقائب، ويتم تقسيم عربة القطار إلى أقسام من ثمانية أسرّة بطابقين، وكنت أنام على واحد من الاسرة العلوية، وهو المفضل لدي، لأنه يمكنك الجلوس أقل خلال النهار، ومشاهدة المناظر الطبيعية والدردشة، أو الصعود إلى مكانك للقراءة.
واستطرد قائلًا "كانت المحطة الأولى في خط سير الرحلة كانت مدينة تيريوشيراببالي، على بعد حوالي 1000 كم، ويقول إيلرز "أيقظني صبي الشاي -في السادسة من عمره- وأدخل كأس بلاستيكي ساخن في يدي، ويتم تقديم وجبة إفطار مكونة من خبز شباتي، والأرز و شوربة الدال.وصلنا في صباح اليوم التالي إلى مدينة تيريوشيراببالي متأخراً بساعات قليلة، كان لدي انطباع بأننا كنا في رحلة قصيرة، او جولة سياحية في منطقة البحيرات ، لكنني كنت مخطئًا فقد كانت رحلة روحانية من الدرجة الاولى حيث ينقل القطار الكثير من الحجاج الهندوس إلى مواقع العبادات".
وأضاف إيلرز "أخذنا أسطول من الحافلات بضعة أميال إلى جزيرة نهر سريرانجام ومجمع المعبد الشاسع الذي خصص لـزيارة معبد "Ranganatha"، تسابق الهندوس للانضمام إلى طابور طويل لزيارة المعبد، لكنني بصفتي شخصًا غير هندوسي، لم يكن مسموحًا لي للدخول الحرم الداخلي (بعض المعابد تسمح لغير الهندوس بالدخول، والبعض الآخر غير ذلك) باستكشاف العديد من الباحات والأبراج والأضرحة في المجمع. بعد ساعتين ، ظهر الحجاج، ودعوا المعبد بحماسة، وعادوا إلى الحافلات التي مرة اخرى".
وأكد محرر "الغارديان"، "وكانت أكثر المحطات روعة هي في راماناثاسوامي في جزيرة راميسوارام 230 كيلومترا جنوبا حيث بدأنا بزيارة البحر ، ثم المعابد لزيارة الحجاج 22 نقطة منفصلة من الاماكن المقدسة".
وقال "كنت الغربي الوحيد في القطار والتقى وجودي مع كل شيء من اللامبالاة إلى عدم الثقة ولكن دائما كان الود مسيطرا على المشهد، لم أتطرق أبداً عبر القطار لأني سأكون مدعوًا للجلوس في دردشة كل بضعة أمتار، الحياة في جولة بقطار لديها تحدياتها، لم يكن هناك مساحة شخصية ، جسدية أو عاطفية ، ولكن هذه هي الهند، لقد قضيت وقتا رائعا، والتقيت ببعض الناس الرائعين، وتعلمت عن الهندوسية وخرجت بفهم أكثر للحياة الهندية".