تجمع إمارة رأس الخيمة بين الطبيعة الخلابة، والتراث التاريخي، ومجموعة متنوعة من الأنشطة المثيرة، ما يجعلها وجهة متميزة، تستقبل الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات، وتقدم إليهم كنزاً دفيناً من التجارب الاستثنائية، التي تبعدهم عن ضغوط الحياة، وتجعلهم يستمتعون بأوقاتهم.
ولا يمكن لزوار هذه الإمارة تجاوز جمال شواطئها الرملية البيضاء، التي تمتد على مسافة 64 كيلومتراً، والمزيّنة بأشجار المانغروف، فضلاً عن الجبال والوديان، التي تحتضن مسارات مشي وشلالات وبحيرات، وآثاراً غنية بالتاريخ تضفي رونقاً مميزاً، ممزوجاً بدفء الترحيب والضيافة الإماراتية التقليدية في كل الأوقات. سواء كنتم تتوقون إلى تجربة مليئة بالمغامرة والحماس، أو كنتم ترغبون في استكشاف ثقافة المنطقة وتاريخها العريق، أو تريدون الاسترخاء فقط في منتجعات من الرفاهية .
1 - جبل جيس القمة الأعلى في الإمارات
يعتبر جبل جيس، الواقع على بعد 25 كلم من وسط مدينة رأس الخيمة، مقصداً رئيسياً للسياح، وزوار المدينة الراغبين في استكشاف جمال الإمارة، والاستمتاع بأوقاتهم، وعيش مغامرات استثنائية. يحتضن هذا الجبل أعلى قمة في دولة الإمارات، ويبلغ ارتفاعها 1934 متراً فوق سطح البحر، ويوفر مناظر بانورامية مذهلة على الوديان والمناطق المجاورة، منها مشهد غروب الشمس، الذي يوصف بأنه من أروع التجارب التي يمكن اختبارها لدى زيارة رأس الخيمة. وفضلاً عن ذلك، يضم الجبل مجموعة من المرافق السياحية، التي تقدم للزوار كل ما يحتاجون إليه؛ لجعل زيارتهم تجربة لا تنسى. ولعل أكثر ما يجذب الزوار إلى جبل جيس هو احتضانه، أيضاً، أطول مسار انزلاقي في العالم، و7 مسارات انزلاقية أخرى تمنح الزوار فرصة التحليق، واستكشاف المنطقة من على ارتفاع يفوق الـ1000 متر.
2 - الشلالات والوديان.. مغامرات استثنائية
يكمن سحر رأس الخيمة في الكنوز الثرية التي تحتضنها، ومن أبرزها: الشلالات والوديان، التي توفر للزوار رحلةً استثنائية إلى قلب الطبيعة الخلابة. تعتبر الشلالات والوديان، في رأس الخيمة، ملاذاً طبيعياً يخفي وراء جماله البصري العديد من الفرص للاستجمام والاسترخاء، كما يمنح الروح تجربة متكاملة، تثير الحواس، وتُشعر الأشخاص بقرب الطبيعة، وجمالها الخلاب. ومن بين هذه الكنوز الساحرة، يتجلى وادي شوكة، الذي يبعد 40 كلم عن وسط مدينة رأس الخيمة، كوجهة مثالية لمحبي المغامرات والطبيعة في الوقت ذاته، إذ تشكل مناظره الطبيعية، وشلالاته الصغيرة، وأحواض السباحة فيه، لوحة سريالية مذهلة، تأسر الأنفاس. أما السير في وادي غليلة، فهو عبارة عن رحلة مشوقة، تشق خلالها غمار عالم النباتات البرية، وأشجار الغاف، والحياة البرية المحلية؛ لتصل بعدها إلى أعلى قمة جبل جيس. وفي وادي البيه، يسترد الزائر أنفاسه قليلاً؛ ليسترخي على ضفاف البرك المائية الضحلة، أو الجلوس على الصخور، للاستمتاع بالمناظر المهيبة.
3 - واحة عين خت
على بُعْد قرابة الـ35 كلم، جنوب مدينة رأس الخيمة، تقع «عين خت» التي تشتهر بواحتها التي تضم ينابيع طبيعية، تتدفق منها مياه كبريتية نقية وساخنة، توفر فوائد علاجية لأمراض عدة، منها: الروماتيزم، وتشنج العضلات، وآلام أسفل الظهر والمفاصل؛ لهذا يقصدها الناس من زوار دولة الإمارات وسكانها، للاسترخاء والاستشفاء، والاستفادة من روعة الطبيعة هناك. وبفضل موقعها الفريد والمتميز، لا تعتبر «عين خت» مقصداً للسياحة العلاجية فحسب، بل أيضاً تجربة فريدة تمزج عناصر الجمال والعلاج والاسترخاء، إذ يمكن لزوارها الاستمتاع بالمشي في محيطها الجميل، وبمناظر مزارع أشجار النخيل والبساتين الخضراء، والاسترخاء على ضفافها. وفي «عين خت» ستذهبون في رحلة من التعافي والاستجمام، حيث يمكنكم الهروب من ضجيج المدينة، والانغماس في عبق الطبيعة الساحرة. فـ«عين خت» من تلك الأماكن التي تجعلكم تشعرون بتواصلكم الحقيقي مع الطبيعة، وتبعث في نفوسكم شعوراً بالسلام والهدوء.
4 - المعالم الأثرية
لإمارة رأس الخيمة تاريخ عريق، ترويه قلاعها وحصونها وقصورها الأثرية والتاريخية بكل فخر، وتدعوكم إلى الغوص في عوالمه، والتجول فيه؛ للاطلاع على أبرز المعالم الأثرية، التي تشكل لوحات تسرد قصص أمجاد الأجداد، وروعة الأمس، وتكشف تفاصيل حضارة متألقة. بداية رحلتكم ستكون في قلعة ضايا العسكرية، التي أدرجت في قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، حيث تعودون بالتاريخ 16 قرناً إلى الوراء، لتتعرفوا إلى قصة صمود أهالي رأس الخيمة أمام الهجمات المتعددة. فهذه القلعة، التي تقع على تل مرتفع، توفر إطلالة رائعة على المنطقة المحيطة بها، وتأخذكم إلى عالم من الخيال، حيث يمكنكم أن تسمعوا أصوات المحاربين، وتشاهدوا أثرهم الملموس على أرض الواقع.
المغامرة لم تنتهِ بَعْد، ففي المحيط تجدون الأبراج والحصون التاريخية، التي يطلق عليها أهل الإمارات اسم «المربعة»، نظراً لشكلها الهندسي المربع، إذ إنها ترسم أمام أعينكم دليلاً على التاريخ المليء بالمعارك والغزوات التي تعرضت لها المنطقة. ومن أشهر حصونها: حصن العريبي، وحصن المزرع في قرية الجزيرة الحمراء التي تعتبر من أقدم المناطق في الإمارة، والتي ننصحكم بزيارتها؛ لتتعرفوا على الحياة التقليدية في رأس الخيمة. تقع هذه القرية المهجورة، بمنازلها القديمة المتهالكة ذات العمارة المرجانية التقليدية على بعد حوالي 20 كيلومتراً جنوب مدينة رأس الخيمة، ويعود تاريخها إلى حوالي 400 عام، وكانت القرية مركزاً لصيد الأسماك واللؤلؤ. لكن مع بداية الطفرة النفطية هجرها سكانها، غير أن جمال منازلها وعمارتها، وأزقتها الضيقة وطرقها الترابية، جعلتها تتحول إلى نقطة جذب سياحي.
ومن المهم، كذلك، لمحبي التراث والتاريخ زيارة قصر القاسمي، الذي بقي مهجوراً لمدة 30 سنة، فنسجت حوله القصص المثيرة. يقع هذا القصر في منطقة الظيت الشمالي، ويتميز بهندسته المعمارية، التي تجمع في تفاصيلها 4 حضارات، هي: المصرية، والفارسية، والمغربية، والهندية، فبمجرد دخولكم إلى هذا المكان ستشعرون بهالة غريبة من الأسرار الكامنة والمختبئة خلف الأبواب، وفي زوايا غرفه الـ34. من هناك ستسارعون إلى مدافن شمل، الواقعة في منطقة «شمل فوق»، والتي تعتبر معلماً سياحياً تاريخياً فريداً من نوعه؛ لأنها تبين حال الحضارات القديمة، التي استوطنت المنطقة قبل آلاف السنين.
مزارع اللؤلؤ
التراث لا يقتصر على المباني والقلاع والحصون، بل يشمل أيضاً مزارع اللؤلؤ المنتشرة في رأس الخيمة، التي تقدم لمحة عن تاريخ تجارة اللؤلؤ، التي شكلت مصدر قوت للأهالي منذ القدم. وأشهر هذه المزارع مزرعة لآلئ السويدي، التي تعرّف الزوار بتاريخ هذه التجارة، وتأخذكم في رحلة تشمل تعريفكم بتقنيات الغوص في المياه؛ لاستخراج اللؤلؤ، وصولاً إلى زراعته.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
"جيس" وجهة جديدة لعشاق المغامرات في رأس الخيمة