حالة تفاؤل كبيرة لدى قطاع السياحة المصري، أحدثها إعلان الحكومة البريطانية باستئناف الرحلات الجوية إلى منتجع شرم الشيخ وسط توقعات بانتعاشة لافتة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قرب موسم السياحة الشتوي.
واعتبر خبراء بقطاع السياحة أن القرار البريطاني شهادة إيجابية لمصر فيما يتعلق بإجراءات تأمين المطارات والمواقع السياحية، متوقعين تدفقا كبيرا للسياح من بريطانيا، متوقعين موسما سياحيا شتويا نشطا.
وجمدت بريطانيا وروسيا رحلاتها عام 2015، بعدما انفجرت قنبلة على متن طائرة روسية كانت عائدة إلى سان بطرسبرج فوق سيناء بعد إقلاعها بوقت قصير، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصا.
وتعرضت السياحة المصرية، التي تعد من أهم قطاعات الاقتصاد والمورد الرئيسي للعملة الصعبة، لضربة شديدة عقب اضطرابات ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وكذلك حادث الطائرة الروسية عام 2015، لكنها بدأت مؤخرا في التعافي بشكل ملحوظ في ظل إجراءات حكومية.
وزادت إيرادات السياحة المصرية 28.6% في السنة المالية 2018-2019 إلى 12.6 مليار دولار، مقارنة بـ9.8 مليار في السنة المالية 2017-2018، وفقا لبيانات البنك المركزي.
وقال النائب عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب المصري إن القرار البريطاني أسعد قطاع السياحة المصري والعاملين فيه الذين يدركون مدى تأثيره على حركة السياحة.
وأضاف صدقي: "صحيح أن حركة السياحة من بريطانيا لم تتوقف السنوات الثلاث الماضية عن زيارة منتجعات البحر الأحمر المصرية، خاصة الغردقة وشرم الشيخ، عبر خطوط نقل مختلفة، لكن وجود خطوط مباشرة سوف يسهم في زيادة تلك الأعداد".
كان السفير البريطاني جيفري أدامز قد اعتبر، في بيان الثلاثاء، أن قرار بلاده "يأتي بعد تعاون وثيق بين خبراء أمن الطيران في المملكة المتحدة ومصر". وأضاف "سوف نعمل عن كثب مع شركات الطيران التي ترغب في استئناف الرحلات".
ورحبت وزارة الطيران المدنى المصرية بالقرار، وقالت في بيان لها إنه "مؤشر للعلاقات والثقة بين مصر والمملكة المتحدة وتتويج للتنسيق الاستراتيجي الذي تم بين حكومة الدولتين".
الموسم السياحي الشتوي
من جهته، أكد حمدي الشامي، وكيل أول وزارة السياحة المصرية سابقاً، أن تأثير القرار البريطاني سيكون قويا على تدفق السياحة إلى مصر،و أن "القرار جاء بعد ضغط شركات السياحة البريطانية التي تضررت كثيرا بذلك الحظر، بنفس الكيفية التي تضررت بها مصر"، وفق ما ذكر .
ونوه "يحب البريطانيون السفر إلى منتجعات مصر، خاصة مع بدء موسم الشتاء، وتوقع عودة السياحة المصرية إلى سابق عهدها، مع توقعات بقرارات مماثلة قريبا".
وأعلن أحمد الوصيف رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، مؤخرا أنه تمت إضافة ما بين عشرة آلاف و15 ألف غرفة فندقية جديدة في مصر في العام الحالي مع تعافي القطاع، متوقعا زيادة مماثلة في 2020.
بدوره، قال جودة الحملاوى، خبير السياحة والمدير الإقليمى لشركة أوبروى الهندية العالمية: "إن قرار عودة رحلات الطيران من بريطانيا إلى شرم الشيخ سيكون له مردود كبير على المدى القريب على سوق السياحة في مصر"، متوقعا أن يرتفع معدل الإشغالات فى الفنادق من 50% إلى 80%، خلال الأشهر القادمة.
وأوضح الحملاوي أن السياحة البريطانية تعتبر من أفضل أنواع السياحة من حيث الإيرادات، ورغم كل القيود التى فرضتها الحكومة البريطانية على خطوط الطيران، إلا أن أعداد السياح الإنجليز، كان في تزايد مستمر، حيث زار مصر ما يقرب من 435 ألف بريطانى عام 2018.
وتابع الحملاوى، "إن قرار رفع الحظر يعتبر رسالة إلى العالم كله أن مصر بلد الأمن والأمان، وتطبق أعلى معايير الأمن في مطاراتها، فضلا عن اهتمامها بالسياح"، لافتا إلى أن جهود وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة في الترويج لمصر حققت نجاحات كبيرة خاصة في المشاركة الفعالة فى المعارض الدولية، وهو ما سيعود على السياحة المصرية كلها بزيادة حركة السياحة بنسبة لا تقل 35% خلال الفترة المقبلة المتبقية، من 2019، علما بأن حجوزات العام المقبل 2020 مبشرة.
قد يهمك ايضاً:
قائمة بأكثر المقتنيات التي ينساها ركاب الرحلات أثناء مغادرة الطائرة