يستمر محبو التزلج على الجليد في محافظة السليمانية شمالي العراق، في ممارسة هوايتهم المفضلة بعد أن نجحت المنظمة الإسبانية "تكريس" (دجلة) ،في توظيف جبال بنجوين، لإنشاء مركز متخصص للتزلج على الجليد ، ليصبح الأول في العراق. بخطى حذرة، تسقط المتزلجة فريشتا تارة وتتزلج تارة أخرى، لتنهض مرة ثانية متحدية ضحكات زملائها التي علت أرجاء المكان، وهي تنفض عن ثيابها ما التصق به من وفر الثلج الناعم الذي اكتست بلونه الأبيض مرتفعات جبال بنجوين. وتقول فرشتا أمين، في حديث مع DW عربية:"
تعلم رياضة التزلج على الجليد في منحدر الجبال يتطلب المزيد من السقوط والألم لكي يعرف المرء أسرارها. إنه ملاذي السري"، في إشارة إلى المركز. وبينما تعد فريشتا (27 عاماً) مزلاجها استعداداً لمغامرة أخرى، ربما لن تخلوا من السقوط أرضاً خلال حصتها التدريبية، تفضل الطالبة في كلية التربية الرياضية بجامعة السليمانية، أن ترتاد مكان التزلج بشكل مستمر خلال أيام الجمع. "إنها زيارتي الرابعة". وتوضح المتزلجة المبتدئة "على الرغم من حداثة الفكرة وأهميتها في خلق موسم سياحي شتوي في مدينتي، إلا أنها تفتقر إلى أبرز المقومات الأساسية للعبة كالتجهيزات والاهتمام بنعومة الأرضية".
بينما يعنى مازن عامر، الساكن في العاصمة العراقية بغداد، مسافة الطريق إلى السليمانية، فور سماعه بوجود مركز يتخصص في رياضة التزلج على منحدرات الجبال، إذ عمد على ترتيب سفرة شبابية مع بعض من أصدقائه ليطلعهم على مهاراته في هذه الرياضة ويعلمهم بعض مبادئها. فلاح صلاح منسق مركز التزلج في كردستان العراق وبعد أن عاد مسرعاً من مغامرته التي حلق بها كالصقر الذي يطارد فريسته وهو يمسك عصيا التزلج، يضيف عامر (24 عاماً)، في حديث مع DW عربية: "اشعر بحرية مطلقة أثناء ممارستي لهذه اللعبة. أتمنى للعبتي المفضلة التطور السريع والمستمر". "قضيت وقتاً ممتعاً مع أصدقائي وسط هذا المكان الأبيض (الثلج) لممارسة رياضتي المفضلة التي تعلمتها في بلد المهجر السويد"،
بحسب عامر الطالب الجامعي. "إنه لشيء جميل أن أمارس هوايتي المفضلة في بلدي". وأنشأت منظمة (تكريس)، المركز المتخصص بالتزلج عام 2011، لكي يذيب جليد الفوارق العنصرية بين مواطني إقليم كردستان وبقية مدن العراق، وينعش السياحة الموسمية الشتوية في مناطق بنجوين بالإضافة إلى محاولتها إنشاء مراكز أخرى في جبال رانيا وحاج عمران التابعة لإقليم كردستان العراق. بدا فلاح صلاح عبد الله الذي يعمل منسقاً في مركز التزلج في كردستان العراق، منشغلاً بعض الشيء بتنظيم المتدربين الذين استعدوا لبدء حصتهم التدريبية. عبد الله يأخذ على عاتقه إلقاء المحاضرات الشفهية عن اللعبة ثم يقوم بالتمارين الميدانية العملية.