الأصدقاء هم تلك الهالة الجميلة التي تحيط بالفرد وتضيء طريق حياته ، وهم الذي يكونون للمرء رديفًا وسندًا له على مجابهة ومواجهة التحديات والمواقف الصعبة التي تواجه الفرد ، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الصديق هو الشخص الذي يجب أن يظل صامدًا مع صديقه حتى الرمق الأخير والذي لا يغدر فيه ولا يتركه ليواجه الصعوبات لوحده.
ومن هنا فإن البحث عن الصديق أمر ضروري لكل إنسان، فلا يمكن لأي شخص أن يستغني عنه ، وفي بعض الأحيان والأوقات فإن الصديق يكون في مكانة قريبة من مكانة العائلة وربما يتجاوزها في بعض الأوقات ، لذا فإنه يجب أن يقوم الإنسان بكل جهد باكتشاف وتكوين الصداقات في أسرع وقت وأفضل صورة ممكنة ، ولا يمكن مساواة عملية البحث عن صديق بإجراء تفاعل كيميائي معقد أو بالوصول إلى اكتشاف يؤهل صاحبه لنيل جائزة نوبل، بل الأمر أبسط من ذلك بكثير.
ولإيجاد الأصدقاء الأوفياء يجب التعامل الأخلاقي مع الناس والسمو في تصرفاتنا عن التصرفات اللاأخلاقية أو التصرفات الدونية ، بالإضافة إلى أنه يتوجب العمل بكل جهد ، والتصرف والتعامل معهم ، كما نحب نحن أن يتصرف الناس معنا وأن يتعاملوا معنا، فهذا الأمر يقرب الناس بشكل كبير منا ويجعلنا قادرين على تكوين الصداقات بكل سهولة ويسر، كما أن الأخلاق الحميدة والحسنة هي بوابة الوصول إلى قلوب الناس، فالناس لا تحب الإنسان المتجرد من الأخلاق الحميدة حتى ولو كان هذا الشخص من أذكى أذكياء الناس أو حتى ولو كان من أغنى أغنيائهم، ولكنهم يحبون الإنسان الذي تزينه الأخلاق حتى ولو كان ذا قدرات وإمكانيات متواضعة.
والأهم من كسب الأصدقاء هو كيفية إبقاء هذه الصداقات، فكسب الأصدقاء سهل، ولكن المحافظة على هذه العلاقات الاجتماعية أمر مهم أضاً، فما الفائدة من أن نكسب كل يوم صديقًا جديدًا ونخسر مقابله صديقًا قديمَا ، لهذا فيتوجب للإبقاء على الأصدقاء أن نكون دائمي التواصل معهم وأن لا نقطعهم، ففي البعد جفاء كبير، كما ويتوجب أن لا نركز على كل صغيرة وكبيرة، كما أن التركيز على كل صغيرة وكل كبيرة من شأنه أن ينهي العلاقات مع الناس المبنية على مبدأ الصداقة، كما ويتوجب أن لا يكون هناك خيانات أو أن يكون هناك استغلال، فالصديق يجب أن يكون لأوقات الخير قبل أوقات الشر، وأخيرًا يتوجب أن لا يهان هذا الصديق ولا أن يتم النظر إليه بعين الاحتقار وأن يعامل أفضل معاملة.