غالبًا ما يرتبط مفهوم "عيد الحب" بالورود والهدايا الأنيقة والمواعيد الغرامية، لكنه يرتبط عند البعض منا بالتعاسة والشعور بالجفاء واليأس، خاصة وإن كان هؤلاء البعض من القلة المرتبطة عاطفيًا والتي تدرك أن مصير علاقتها هو الفشل المحتوم.
وحذرت الطبيبة النفسية في جامعة هال البريطانية، سوازن فوسمر، من أن الركض وراء "السعادة الأبدية" هو أمر غير واقعي ويضعنا تحت وطأة ضغط نفسي شديد يعرض صحتنا العقلية إلى مخاطر عديدة طويلة الأمد، ويؤثر كذلك على احترامنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا، وذلك بسبب عجزنا عن التوصل للتوقعات الخيالية الرومانسية التي خلقتها الثقافة الشعبية.
وحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، توصل إلى تلك الآثار عددًا كبيرًا من خبراء الصحة النفسية، بما في ذلك جمعية علم النفس الأميركية، فيما تؤكد فوسمر أن مفهوم "السعادة الأبدية" وعالم "التبات والنبات" ما هو إلا "إرهاصات خيالية" محضة تحرص دائمًا على خلق عالم مثالي كامل ليس له وجود سوى في الروايات والأفلام الرومانسية ولا يعبر عن العلاقات الواقعية.
وتقول فوسمر: "تنتهي القصص الرومانسية بقبلة بين البطل والبطلة ثم يعيشان مع بعضها في عالم التبات والنبات، لكن في العالم الطبيعي، تبدأ العلاقة العاطفية عند تلك المرحلة التي تفشل في تصويرها القصص الرومانسية وتقف عاجزة عن تقديم أساليب للتعامل مع الجوانب الواقعية للعلاقات".
وأضافت: "إذا وضعنا توقعات غير واقعية، فغالبًا ما سنشعر بخيبة الأمل"، مشيرة إلى أنه في حالة اعتبار مفهوم "الحب الرومانسي" مجرد أسطورة خيالية، فسوف نبدأ في التوصل إلى توقعات أكثر واقعية في علاقتنا العاطفية، وهو ما سيمكننا بدوره من العيش بسعادة وبصحة.
وتابعت: "بالنسبة للشباب الذين يدخلون في علاقات عاطفية للمرة الأولى، قد يكون هذا الأمر مزعجًا لهم ومخيبًا لآمالهم"؛ إذ أن الحب لا يؤثر على احترام الذات والثقة بالنفس فحسب، بل على الحالة النفسية والعقلية لديهم"، وقالت: "لقد حان الوقت لنصبح أكثر صدقًا مع مشاعرنا وتقبل فكرة الوصول إلى السعادة دون العثور على الحب الحقيقي الكامل، أو قضاء حياتنا دون أن نرتبط".