تبدأ المراهقة مع دخول الطفل إلى مرحلة البلوغ الجنسي، وهو السن الذي يختلف بين الذكور والإناث، وبين طفل وآخر، لتنتهي مع وصوله إلى حد المسؤولية القانونية الكاملة، والتي غالباً ما تكون مع بلوغه عامه الثامن عشر، ومثلها مثل مراحل العمر الأخرى، تتميز فترة المراهقة بتحديات صحية خاصة، قد تكون ناتجة عن اضطرابات واختلالات خلال مراحل الحمل، والرضاعة، والطفولة، كما أن صداها وتأثيرها قد يمتد إلى مراحل العمر اللاحقة، وصولاً إلى الشيخوخة ونهاية العمر.
وتشير الدراسات إلى أن 1,3 مليون مراهق يلقون حتفهم سنوياً، نتيجة أسباب كان من الممكن تجنبها، أو بسبب أمراض واضطرابات كان من الممكن علاجها. وتشمل المشاكل الصحية للمراهقين طائفة متنوعة من الأمراض والاضطرابات، التي كثيراً ما تتحول إلى اعتلالات مزمنة، تصاحبهم مدى الحياة. فعلى سبيل المثال، نجد أن العديد من الذكور والإناث في الدول النامية، يدخلون مرحلة المراهقة وهم يعانون من سوء التغذية، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، خصوصاً الأمراض المعدية، ومن ثم الوفاة المبكرة.
وعلى العكس من ذلك، نجد أن عدداً متزايداً باطراد من المراهقين في الدول النامية والغنية على حد سواء يعانون النوع الآخر من سوء التغذية، والمعروف بفرط التغذية، وما يؤدي إليه من زيادة في الوزن وسمنة مفرطة، ينتج عنهما بالتبعية عدة أمراض مزمنة، مثل داء السكري، وأمراض القلب والشرايين، وحتى بعض أنواع الأمراض السرطانية، وغيرهم.
وبخلاف الأمراض العضوية، والاضطرابات البيولوجية، تتبوأ الأمراض النفسية، والاضطرابات العقلية، مكانة مهمة في مجال صحة المراهقين، خصوصاً في ظل الدراسات التي تُظهر أن نصف الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية التي تشخص في البالغين، بدأت في الحقيقة في سنوات المراهقة، وبالتحديد قبل سن الرابعة عشرة. ومن بين هذه الأمراض والاضطرابات غير العضوية، يحتل الاكتئاب موقعاً متميزاً، على صعيد مدى انتشاره بين المراهقين، وتتميز الحالة النفسية المصاحبة للاكتئاب بانخفاض الطاقة النفسية والروح المعنوية والكره والنفور من النشاطات البدنية والذهنية والاجتماعية، بدرجة تؤثر سلباً على الأفكار، وعلى السلوك، والصحة النفسية والبدنية للمصاب.
وإلى جانب إصابة المراهقين بمشاكل اجتماعية – صحية مثل تدخين منتجات التبغ، وإدمان المخدرات بأنواعها المختلفة، وشرب الكحول، وحمل المراهقات، والإصابة بالأمراض الجنسية. وعلى الرغم من أن هذه المشاكل لا تتوزع أو تنتشر بالتساوي بين دول العالم المختلفة، فإن العقود والسنوات القليلة الماضية قد شهدت تزايداً متسارعاً في معدلات انتشار هذه المشاكل الصحية في مختلف دول العالم.