مرض الوهم

يعتبر الوهم هو التخيّلات والأمور غير الحقيقية التي يفكر بها الإنسان تجاه الأمور الأخرى ، حيث إن هذه الأمور تعمل على خلق التصورات غير الحقيقية عند الإنسان ، مما يخلق له المشاكل ويعرضه لمواقف هو بغنى عنها ، فهو مرض خطير خاصةً إن تجاوز الحد ، حيث إنه عكس حسن الظن، فهو يندرج تحت باب سوء الظن بالناس، و سوء الظن و الوهم يورثان أشياء التي لا أصل لها ، إضافة إلى افتعال المشاكل التي لا داعي لها نهائياً كما أنهما يعملان على التخفيض من نسبة الحب والتواصل بين الناس عامةً ، مما يؤدي إلى القطيعة الاجتماعية.

ويثير الوهم الشديد والخطير على الحياة العامة ، عند مختلف أصناف الناس ، وبسبب الآثار السلبية الكبيرة للوهم، يسعى الكثير من الناس إلى الحد بشكل كبير من الوهم و التخلص منه نهائيًا ، والتخلص من الوهم الذي يسبب المشاكل السابقة ، يكون أولًا وقبل كل شيء بخلق الأعذار للناس ، بالإضافة إلى إحسان الظن بهم ، وحسن الظن بالناس يعمل على تحسين العلاقات بين الشخص وبين الآخرين ، إضافة إلى أنه يعمل على زيادة التواصل بين بعضهم البعض.

كما أن لزيادة الثقة في النفس أثر كبير في عملية تطوير النفس الإنسانية، وتطوير النفس الإنسانية يشمل إزالة الأوهام منها، والثقة في النفس لا تعلم فقط على إزالة الأوهام بل تعمل أيضًا وبشكل كبير على تحسين أداء الإنسان في أدائه لأعماله، كما أنها تعمل على تطوير شخصية الإنسان وتمكينه من القيام بالعديد من الأمور الأخرى غير الأعمال التي توكل إليه مثل تحسن علاقاته الاجتماعية ، إضافة إلى ما سبق فإن لإعطاء الأمور أحجامها الطبيعية أثر كبير في إزالة الأوهام من الناس ومن نفوسهم، كما أن الاسترسال في التفكير في أمر معين يسبب الوهم لهذا توجب على الإنسان أن لا يسمح لتفكيره أن ينطلق في خيالات أوسع قد تجلب له المشاكل والمنغصات ، كما يتوجب أن يعمل بكل جهده على أن يقلل من كل ما يجهد تفكيره ويذهب طاقته الذهنية والجسدية بلا جدوى ، وأن يوفر طاقته فيما هو نافع ، وفيما هو مفيد له ولغيره من الناس.

وإن كانت الأوهام قد تعدت الحد الطبيعي المعتاد لدى الناس ، ومن المفروض أن يراجع هذا الشخص الأخصائي النفسي حتى يشخص حالته ويصف له ما يعالجه به وما يفيده.