رغم إلغاء الكثير من العادات المرتبطة بحفلات الزفاف جراء تسارع إيقاع الحياة، إلا أنه ما زال بعض الشباب منقسمين ما بين التخفيض من نفقات حفلات زفافهم، أو اضطرارهم لإسعاد الشريكة في "ليلة عمرها" رغبة لإرضائها، وتماشيا مع العادات المجتمعية السائدة، لذلك دائما ما نجد الخطيبين وهما منهمكان في التحضير لحفلة زفافهما، ليكون الأجمل والأميز. ولكن هذه المرة جاء من يجبرهما على تغيير خططهما وترتيباتهما، في إطار الإجراءات الاحترازية المانعة للتجمعات، وإقامة الحفلات التي يجتمع فيها الأهل والأصدقاء والمعارف.
إلا أن أهل الخطيبيْن حافظوا على معايشتهما مشاعر الفرح، دون أن يسمحوا لفيروس كورونا الوافد بإطفاء شموعه المتّقدة، فمنهم من اكتفى بعمل فرح صغير "على الضيّق" يجمع العروس بعدد قليل من أقاربها ثم يأخذها العريس لينتقلا إلى بيتهما الجديد.
زفاف بشكله الجديد
المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، يشير إلى أنه وفي ظل كورونا اتجه العرسان في شتى بقاع الأرض، مضطرين وحفاظاً على صحة الجميع، إلى تغيير خطط زواجهم، في إطار الإجراءات الاحترازية التي منعت التجمعات وغيّبت اللمة التي كان يحلم بها العروسان. بالمقابل، فضّل عرسان آخرون الانتظار إلى حين انطفاء خطر "كورونا" كي تكون ليلة زفافهم كما حلموا وخططوا لها مسبقا حتى وإن طالت لشهور، وفي خلدهم أن هذه الفترة ستبقى ذكرى خالدة بأذهانهم وسيروونها لأبنائهم مستقبلاً.
خصوصا وأن هؤلاء أيضا سيُحرمون من قضاء شهر العسل في البلاد الأخرى، نتيجة إغلاق المجالات الجوية وانتشار الوباء في كافة البلاد، ومن ثم حرمانهم من فرحة السفر والتمتع بزواجهم، وهناك من العرسان من تطلّعوا إلى التعجيل في إجراءات زفافهم في الظرف الراهن، كفرصة لتوفير نفقات الزفاف واستبدالها بخطط مستقبلية تنفع الطرفيْن.
القرار المعقد
من الصعب على أي عروسين التنازل عن فرحتهما لتلك الليلة لا من أجلهما فقط، بل من أجل أسرهما الذين ينتظرون مشاركتهما نقطة التحول في حياتهما.
ومهما كانت الحماسة لإقامة ليلة العمر أو السفر أو ارتداء العروس فستانها الأبيض والعريس بدلته السوداء، فإن الظروف الراهنة جعلت فرحتهما تخبو. إلا أن أساليب وطرقا أخرى قد يتمكن العروسان بها من اقتناص الجائحة التي أوصدت طريقهما إلى فرحة تسجل في سجل الذكريات الجميلة التي لا تنسى.
وبتقدير الباحث العمارات، لم يعد هناك أمام العروسين إلا اختيار إقامة زفافهما دون مراسم زفاف ومعازيم كما اعتاد عليها الناس، أو الانتظار لحين مغادرة وباء كورونا العالم، ويصبح بمقدورهما الفرح كما يحلو لهما، بغض النظر عما قد ينتج عن هذا الانتظار، خاصة إن كانت العروس متمسكة بتنفيذ ما كانت تخطط له من مراسم وطقوس لحفل زواجها الذي تراه مميزا عن الآخرين، لاقتناعها بأن كورونا فترة وستمرّ مهما كانت مرارتها، "إذا القرار يعود إلى قبول العروسين وتفهّمها لتلك المسألة المفاجئة والتي لم تكن بالحسبان يوما ما" كما يقول العمارات.
قد يهمك أيضاً :
ارتفاع معدلات الطلاق في الصين بسبب تأثيرات فيروس"كورونا" المستجد