تتساءل أمهات كثيرات عن النهج الأمثل في التعامل مع بناتهن، هل هي الصداقة أم التعامل الحاسم والقاسي؟ وخصوصًا في مراحل حرجة مثل المراهقة.
حاولي أن تكسبي ثقة ابنتكِ المراهقة من خلال طرق غير متعمدة ومفتعلة؛ ذلك أنها أذكى مما تظنين. امنحيها مساحة حرية ولا تتوقفي في الوقت ذاته عن المراقبة والمتابعة.
شجعيها على قول ما تريد وما تمرّ به، وكوني ذكية وشغلي حدسكِ لالتقاط ما بين السطور تعرفي على زميلاتها وحاولي استضافتهن في منزلكِ؛ لتتعرفي عليهن عن قرب.
فلتكن الصداقة هي الأساس والثقة والمصارحة، ولا تكوني في موقع اللائمة دوماً أو موقع الغاضبة والمنتقِدة باستمرار وحاولي أن تكوني صادقة معها وألا تخيبي أملها ,واحتوي الأمور باستمرار مهما كانت كبيرة , حاولي أن تبقي الأمور طيّ الكتمان بينكِ وبينها؛ لتبني علاقة ثقة حقيقية بينكما.
ليس من اللائق أن تفضي لكِ ابنتكِ بسرّ ما وأن تجد كثر يعرفون بالأمر حتى والدها, احرصي على كتم السر بينكما وبناء علاقة ودية حقيقية وابتعدي عن الموعظة المباشرة، وحاولي إيصال فكرتكِ من خلال الأحاديث المبطنة وغير المباشرة.
تجنبي مقارنتها بالآخريات، مهما كانت ذرائعك لتحفيزها.
تذكري أنكِ كنتِ يومًا ما بعمر ابنتكِ، وتصرفي على هذا الأساس. ابتعدي عن الموعظة المباشرة وإفشاء أسرارها ولا تلعبي دور اللائمة والمنتقِدة دومًا كوني صديقتها واكسبي ثقتها وكوني ودودة لها بقدر المستطاع.
في الوقت الذي يجدر بكِ فيه أن تكوني حاسمة مع ابنتكِ في قضايا لا تحتمل الجدل والتفريط، فإنه يجدر بكِ في الوقت ذاته إبقاء باب الحوار مفتوحاً وأن تُبقي الثقة قائمة بينكما مهما تردّت الأمور. احرصي ألا تكوني بصورة الأم القاسية، إن رغبتِ بتأسيس علاقة صداقة حقيقية بينكما.
تجنبي إفشاء أسرار ابنتكِ المتزوجة مهما كانت الذرائع، واهتمي بكسب ثقتها في هذه المرحلة أيضًا؛ إذ مازالت تحتاجكِ وتحتاج مشورتكِ ونصحكِ. لذا، كوني قربها على الدوام، ولا تبخلي عليها بخبراتكِ السابقة على صعيديّ الزواج والإنجاب.