لا توجد دراسة مباشرة حول كيفية التعامل مع كذب الأطفال، الذين يبدأون بالكذب في عمر 2- 3 سنوات، لكن هل تدركين لماذا يكذب الأطفال، وكيفية التعامل مع كذبهم.. بالتأكيد هناك طرق مختلفة للتعامل مع الطفل الكاذب.. يدلك عليها الاختصاصيون والتربويون.
لماذا يكذب الأطفال؟
لا تستغربي أن الأطفال يكذبون لأسباب مماثلة لما يفعله الكبار! فيما يلي بعض الأسباب الشائعة لكذب الأطفال:
للخروج من المشاكل بسبب شيء فعلوه أو لم يفعلوه.
للحصول على شيء معين.
لإثارة إعجاب شخص ما أو حمايته أو جعله يشعر بالتحسن (المعروف أيضاً باسم الكذب الاجتماعي الإيجابي).
كيفية التعامل مع الكذب في مرحلة الطفل الصغير (2- 3 سنوات)
في هذا العمر، لا توجد نيّة خبيثة لدى الأطفال الصغار عندما يكذبون، كل ما يحاولون فعله هو إخفاء هذا السلوك؛ حتى لا تنزعج الأم/ الأب أو المربية.. إليك هذا المثال:
يأكل طفلك حلوى ليس من المفترض أن يأكلها، ويقول: "أنا لم آكل تلك الكعكة".. يمكنك الرد بقول: "هذا مضحك، رائحة يديك مثل البسكويت، وهناك الكثير من الفتات على الأرض".. من خلال ذكر بعض الحقائق؛ فإنك لن تدخلي بصراع مع طفلك، فقط أتبعي كلامك بجملة: "من فضلك أخبرني إذا تألمت، أريد أن أتأكد أن الكعكة لم تسبب ألم بطنك".
تأكدي من أن تكلمي طفلك بصوت خافت؛ حتى يثق بك من دون إخافته.
كيفية التعامل مع الكذب في مرحلة ما قبل المدرسة (4- 5 سنوات)
عليك التأكد من عواطف طفلك، ومن ردود أفعاله حول المواقف التي تؤكد تفاعله معها.. وإذا اكتشفت أن طفلك يكذب؛ فابقي هادئة، ولكن استخدمي صوتاً حازماً للتأكيد على أنه كذب، وأن الكذب ليس أمراً مقبولاً.
على سبيل المثال، يصرّ طفلك على أنه لم يكسر شمعة في غرفة المعيشة أثناء لعبه بالكرة، لكن الأدلة تقول غير ذلك.. يمكنك أن تبدأي أولاً بالتأكيد على أنك تحبينه في البداية، ثم ابدأي في شرح ماهية الكذبة، وسبب أهمية الحقيقة.. فيما يلي مثال على ما يمكنك قوله:
"مممم، يبدو أنك لا تقول الحقيقة.. أنا لست غاضبة من أن الشمعة انكسرت؛ فما حدث حدث، لكن هل يمكنك أن تخبرني مرة أخرى بما حدث؟".
إذا استجاب طفلك بأمانة؛ فهنئيه على صدقه وامضي قُدماً.. ثم قومي بإجراء محادثة قصيرة حول ماهية الكذبة، وسبب أهمية قول الحقيقة؛ اعتماداً على الحالة المزاجية لطفلك ومدى انتباهه، يمكنك إما أن تطلبي الحقيقة مرة أخرى، أو تتوقفي مؤقتاً، وتُستأنف المحادثة لاحقاً.
لكن تجنبي المواجهة، أو جعل طفلك منزعجاً؛ لأن هذا سيجعله مقاوماً لمحادثة "الأكاذيب والحقيقة".. كما يمكنك الاستعانة بأدوات إضافية مثل: الكتب والقصص؛ للتأكيد على أهمية الحقيقة.
وأخيراً، كوني قدوة.. وتجنبي أن تطلبي منه إخفاء الأشياء، وعدم إخبار والده مثلاً؛ لأن هذا يجعل الأمر يبدو وكأن الكذب أمرٌ مقبول.
كيفية التعامل مع الكذب في المرحلة الابتدائية (6- 10 سنوات)
من المهم أن يكون هناك دائماً محادثة حول الكذب والصدق والأخلاق.. مع تقدم الأطفال في السن، تزداد أكاذيبهم، ويكون الأطفال الأكبر سناً أفضل في الحفاظ على الأكاذيب عند استجوابهم.
في التربية الإيجابية، استخدمي إستراتيجيات الوقاية؛ للمساعدة في منع أو تقليل السلوكيات غير المرغوب فيها.. واجعلي من أولوياتك التحدث دائماً عن أهمية الصدق مع طفلك، والتأكيد على أن قول الحقيقة لن يسبب له أيّة مشاكل أو يؤدي إلى العقاب.
بمجرد أن يعترف طفلك بالكذب، اكتشفي الحقيقة وانظري إلى ذلك على أنه لحظة لبناء المهارات.. لماذا كذب طفلك؟ هل كان هناك موقف كان يحاول تجنبه؟ هل هناك مهمة يجد صعوبة في القيام بها؟ ما هي المهارات التي يفتقر إليها؟ إليك المثال الآتي:
تخبر نورا والدتها بأنه لم يكن هناك أيّ واجب منزلي في الرياضيات هذا الأسبوع.. في نهاية الأسبوع، تتلقى والدة نورا بريداً إلكترونياً من مدرس الرياضيات يخبرها بأن ابنتها لم تقم بتسليم أيٍّ من واجباتها المنزلية هذا الأسبوع.
بدلاً من الصراخ على الفور في نورا ومعاقبتها لعدم تسليم واجباتها المدرسية، تفتح والدة نورا خطوط التواصل، وتمنحها فرصة لتكون صادقة.. بعد ذلك، ركزت انتباهها على سبب عدم قيامها بتسليم واجباتها المدرسية.. هل تشعر أن لديها عبءَ عملٍ كبيراً؟ هل هي بحاجة إلى مساعدة في تذكر المهام؟ بعد محادثة مع نورا، أدركت الأم أنها كانت تفتقر إلى الثقة في مهاراتها في الرياضيات، ويمكن أن تستفيد من مدرس لمساعدتها في واجباتها المنزلية.
هناك إستراتيجية أخرى لكشف الكذب، وهي "التحقق من الحقيقة".. إذا كان طفلك يكذب بشأن شيء ما، يمكنك منحه استراحة قصيرة والعودة وطرح السؤال مرة أخرى.. على سبيل المثال: "مرحباً، أنا ذاهبة إلى المطبخ لأقوم بغسل بعض الأطباق، سأعود بعد قليل لأرى ما إذا كنت قررت تغيير إجابتك على السؤال.. لن تقعي في مشكلة، وتصرفك هو للتحقق من الحقيقة".
إذا أصبحت الأكاذيب أكثر خطورة أو أكثر تكراراً؛ فمن الجيد تحديد عواقب معقولة ومناسبة للعمر.. بالإضافة إلى ذلك، معالجة "السبب" وراء الكذب.. حاولي أن تكوني فضولية، وليس محاسبة.. وتذكّري دائماً مراقبة سلوكك مع أطفالك، وتجنبي التناقض في كلامك؛ كي لا يبدو كالكذب أثناء وجودك أمام أطفالك.
قد يهمك أيضا: