يعزف كثير من الشباب عن الزواج بسبب خوفهم من فشله وعدم إلمامهم ومعرفتهم بالمفاهيم الصحيحة للزواج، وتصوير البعض أنه علاقة مملة محكوم عليها بالفشل، لا تستمر السعادة فيها سوى أشهر قليلة، ثم يبدأ كلا الطرفين بوضع اللوم على الآخر في أنه خُدع واختار الشخص الخطأ وتبدأ معاناة طويلة لا نهاية لها، لذلك يجب عليهم معرفة المعنى الحقيقي للعلاقة الزوجية، وما فيها من واجبات ومسؤوليات وتضحيات، للوصول للغاية المنشودة التي وصفها الله في كتابه الكريم بالمودة والرحمة.
ومن أجمل الأمور وأصعبها في نفس الوقت بناء حياة جديدة مليئة بالمسؤوليات والمتطلبات، والحب والحنان والمشاركة، فبعضنا يتخوف من هذه البداية ظنا منه أنه لا يستطيع، والبعض الآخر يبدأها ببسمة مشرقة نحو مستقبل جميل، ولكن ما هي أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية؟
كيف تتعامل مع شريك حياتك
يجب على الزوجين كي ينجح الزواج أن يعرفا جيدا أن الاختلافات بينهما أمر لا مفر منه، وأن حدوث الخلاف شيء وارد بشكل حتمي بينهما، ولذا عليهما أن يتعلما كيفية التعامل مع المشكلات التي قد تحصل بينهما عن طريق تحديدها بوضوح في المقام الأول، ومحاولة التعبير عن مشاعرهما بشكل مباشر مع الحرص على تجنب توجيه الإهانات والانتقادات للطرف الآخر، بالإضافة إلى محاولة الابتعاد عن بعضهما فترة عند تفاقم المشاكل؛ بهدف إعادة النظر في المسألة، والتصرف لاحقا عندما يصبح كل منهما هادئا.
اقرا ايضاً:
ضعف علاقة الرجل بصديقات شريكة حياته يمكن أن ينهي الحياة الزوجية
كما يجب على الزوجين محاولة محاربة الملل الزوجي الذي يحصل مع مرور الوقت في الحياة الزوجية، والذي يمكن أن يقوض رضا الزوجين عن العلاقة، حيث إن التخلص من الملل هو جزء مهم للحفاظ على السعادة بينهما، بالإضافة إلى أنه يجب على كلا الزوجين وضع حدود لعائلته، وذلك من خلال تخصيص وقت محدد لكل واحدة منها على حدة، مع الحرص على الحفاظ على خطوط الاتصال بينهما قائمة عن طريق الاهتمام بالعلاقة بين الأسرة والشريك، بالإضافة للحرص على قضاء الوقت مع الوالدين وأفراد العائلة الممتدة بشكل خاص.
أيضا يجب على الزوجين أن يحرص كلّ منهما على اكتساب مهارات الاستماع، والتعامل بها مع بعضهما البعض؛ بهدف تحقيق حياة زوجية سعيدة، ومن هذه المهارات، فيجب عليك أن تضع نفسك مكان شريك حياتك والشعور بما يشعر به وقبول أفكار الشريك ومشاعره، وإظهار تقبله من خلال نبرة الصوت وتعبيرات الوجه، ومحاولة تجنب طرح الأسئلة، وتلخيص وإعادة صياغة مشاعر الشريك عند الانتهاء من سماع وجهة نظره ومشاعره.
شروط نجاح الحياة الزوجية
العلاقة الزوجية عبارة عن شركة ضخمة يؤسسها رجل وامرأة ولن تنجح وتستمر إلا من خلال عدة شروط على الطرفين الاهتمام بهما، وفي مقدمة تلك الشروط القبول والمعنى منه هو الارتياح المبدئي للطرف الآخر، وتصديقه والرضا عنه، وتقبله، وتقبل شكله، وإيجابياته، وسلبياته، وأحلامه، وطموحاته، وكل ما يتعلق به، وهناك أيضا التفاهم فعلى الشريكين الاتفاق على الخروج بحياة زوجية تقل فيها الاختلافات ومحاولة السيطرة عليها سريعا عند حدوثها.
ويبقى الحب هو الشرط الأهم، ويجب أن يشعر الطرفان بمشاعر جميلة تجاه بعضهما البعض، وغالبا تتولد هذه المشاعر من القبول والتفاهم بين الطرفين، أيضا الاحترام من الشروط الأساسية لحياة زوجية سعيدة، حيث يجب التعامل بلطف وأدب من الطرف الآخر وتقديم التنازلات من الجانبين والتقدير ومحاولة إرضاء كل منهما الآخر، كما يجب توفير الأمان والاستقرار، بالإضافة إلى الاستقلالية والتضحية والاهتمام المتبادل، وتحمل المسؤولية وتقديم الدعم والمساندة والصداقة والإصغاء الجيد من الطرفين.
أفعال تدمر الحياة الزوجية
من أبجديات السعادة الزوجية هو أن نتعلم فن الاختلاف؛ لأن الطرف الآخر ليس صورة طبق الأصل منك، ولا يمكن أن يكون كذلك. يجب أن نفهم جيداً أنه لا يمكن أن تذوب شخصية إنسان في الآخر مهما كانت الصلة التي تربطهما والمطلوب هو الانسجام المتوازن، والتشاؤم من الأسباب الرئيسية لتدمير الحياة الزوجية فيجب أن ينظر الزوجان لحياتهما بنظرة إيجابية، ويعملان على تطوير أسلوب تعاملهما وحياتهما بشكل عام، أيضا العصبية الزائدة من الطرفين يمكن أن تكون سببا فعالا في تدمير الحياة الزوجية.
كما أن من الأسباب الرئيسية لتدمير الحياة الزوجية الاحتقار، ويشمل ذلك إجراء استجابات ساخرة، والتفاف العين، والسخرية أثناء الاختلاف، وهذا ليس فقط السبب الرئيسي للطلاق، ولكن الأبحاث أظهرت أن الأزواج الذين يحتقرون بعضهم البعض هم أكثر عرضة للأمراض المعدية مثل السعال ونزلات البرد، وهناك النقد المتكرر أيضا فهو سلوك سيئ يصدر من الأزواج.
أيضا يمكن أن تكون الندية من الأسباب المدمرة للحياة الزوجية، ويقع الطرفان في الندية مقابل بعضهم البعض، وهذا يجعل الحياة أكثر عنادا وأسوأ، مما يوصل للطلاق في ما بعد، واحذر أيضا من المماطلة وعدم الاستجابة السريعة، ونلاحظ على الكثير من الأزواج عدم الاهتمام بالاحتياجات الزوجية والقيام بواجباتهم وتأخير المطالب التي عليهم الالتزام بها لعش الزوجية، ويلجأون لحيلة المماطلة في واجبتهم بمعنى تأخرها أو تأجيلها، مما يجعل الطرف الآخر لا يستطيع إتمام الحياة الزوجية بهذا الشكل.
قد يهمك ايضاً: