يعتبر الصديق هو الشخص الذي يُسرع لخدمتك إذا احتجت إليه، ويتمنى لك ما يتمناه لنفسه، ويفتخر بك ولا يخجل من رفقتك، وهو الشخص الذي تمضي إليه في حال حزنك، وفرحك، وفي حالة يأسك وإحباطك وتفاؤلك وتقدمك، كل هذه الأشياء تقربك إلى صديقك وتُشعرك حقاً أنّه صديق حقيقي وقريب لك.
وحتى تختار الصديق الصحيح لا بدَّ أن تتعرف إلى المُحيطين بك، فإذا كنت طالبًا مدرسيًا أو جامعيًا، يُمكنك الجلوس مع زملاء دراستك، أمّا إذا كنت موظفاً أو عاملاً أو عضواً في مؤسسةٍ حكومية أو خاصة، فإن مجال عملك ونقاشاتك مع الآخرين يجعلك تتعرف على سلوكياتهم، وظروفهم، ومستواهم الأخلاقي، والعلمي، وصدقهم، ستساعدك هذه العوامل على اختيار الصديق الذي يُناسبك فيما بعد.
ولا يعدّ قريباً أو زميلاً لك صديقاً؛ لأنّ الصديق سيصبح يوماً ما جزءاً من حياتك، ويتعرف على خصوصياتك وطموحاتك، وأفكارك وعائلتك، كل هذه الأشياء تحتاج منك أن تتعامل مع الناس بمنطقٍ وعقلانية، فليس من المعقول أن تدعو شخصية تعرفت عليها منذ أسبوع إلى بيتك باسم الصداقة، لأنك ستكون بحاجة إلى معرفة المزيد من المعلومات عنها.
ومن الجميل أن تتوافق مع صديقك في الهوايات، والاهتمامات، والنشاطات، فالصداقة تحتاج منك أن تقضي أوقاتاً ممتعة ومفيدة ومسلية مع صديقك، وعلى الرغم من ذلك ليس شرطاً أن يتمّ التوافق كليَّاً فالاختلاف أحياناً لا بدَّ منه. اختبر من تريد مصادقته. ومن الطبيعي أن تقوم باختبار شخصٍ تعتقد أنّه صديق حقيقي بالنسبة لك حتّى لا يخذلك في أول محنةٍ وأزمة تحصل معك، وتجد نفسك وحيداً، في وقت كنت تظن أنّه سندك وقرينك.
وعلاقة الصداقة الناجحة تقوم على الاحترام والقبول بغض النظر عن اختلاف العرق، أو الدين، أو الثقافة، أو المستوى العلمي، لذلك لا بدَّ أن يحترم الصديق أفكار وآراء صديقه، ويتقبلها حتّى لو كانت مخالفة لما يعتقده أو يفكر ويؤمن به. تجربة السفر من التجارب التي تكشف عن معادن وأصول الناس، ففيه يتعرف الإنسان على عادات وطبائع صديقه، لأنّه يقضي معه أوقاتاً طويلة في الأكل، والشرب، والحديث، ومواجهة بعض المخاطر التي قد تحصل أثناء السفر.