يعد الإحباط حالة نفسيّة تصيب الشخص نتيجة تعرّضه لمختلف مصاعب الحياة والضغوطات الاجتماعية التي يقف أمامها مكتوف الأيدي لا يحرّك ساكنًا ولا يستطيع مواجهتها ممّا يصيبه بحالة من القلق، والتوتّر، والانهزام لشعوره بالعجز، ويعاني الكثير من الناس من مضايقات تؤدي بهم إلى اليأس مثل مضايقات العمل، والمدرسة، والجامعة حتى في الطرق العامة، الأمر الذي يجعل من الواحد منهم إنسانًا مشحونًا يفتعل المشاكل في بيته وبين أسرته.
فالفشل في تحقيق هدف معيّن رغم السعي لتحقيقه يجعل من الشخص منعزلًا متقوقعًا داخل ظلمات تفكيره، لذا يجب أن نعي جيدًا كيفيّة التخلّص من الإحباط والعمل على حل كلّ ما يضايقنا وإذا استسلمنا فلا عيب في استشارة من يكبرنا عمرًا أو عرض ما نعانيه على طبيب نفسيّ، المهم أن نقّوي عزيمتنا ونواجه صعوبات الحياة ولا ننسَ أنّ جميع البشر يمرّون بتلك الحالة، ومنهم من هو قادر على قهر الإحباط ومنهم من يضيّع أعوام عمره دون أن يشعر بذلك، فتذهب كلّ الفرص من أمامه
طرق التخلّص من الإحباط
أولًا يجب أن تعترف بوجود مشكلة ما في حياتك، فهذه الخطوة هي البداية وتُعتبر نصف الحلّ، واستمع أو اقرأ عن تجارب الآخرين وطريقة مقاومتهم للظروف الصعبة والحالات الحرجة، وتعلم منهم كيفيّة تخطّي العقبات التي تواجهك، واعلم أنّ تخطّي تلك المرحلة هي دليل على وجود قوّة بداخلك تدعمك للانطلاق إلى الأمام وصعود أوّل درجة من سلم النجاح.
وإذا راودك الشعور بالبكاء أثناء مرورك بتلك المرحلة فلا تحبس دموعك، واعلم أنّ كلّ أمر عسير لا يبقى على حاله فالوقت جدير بإنهاء ما تعانيه من حالة مزاجية سيئة، حيث إنّ دوام الحال من المحال وهذه سُنة الكون.
عبّر عمّا يجول في خاطرك وعقلك وقم بكتابته، فتلك الطريقة تخفّف من معاناتك، وبإمكانك أن تبوح بما في داخلك لصديق أو لشخص قريب أو لطبيب نفسي الأمر الذي يبعد عنك شبح التقوقع والانعزال، وإن أخفقت في تحقيق شيءٍ معيّن فلا تيأس فالحياة مليئة بالأعمال والأشياء المختلفة ولا بدّ أن تجد نفسك في إحداها، ولا تبحث عن مبررات تُثبّط من عزيمتك بل تمتّع بالقوّة وتخطّى كلّ الصعاب فلا شيء يأتيك وأنت واقف في مكانك.
وإياك ومقارنة نفسك بالآخرين فكلّ شخص في هذه الدنيا يختلف عن الآخر في أسلوب حياته، فافعل ما تريد تحقيقه بأسلوبك وطريقتك فلا تدري ربما يأتيك يوم تصل فيه إلى مراتب عُليا لم تكن تتوقّعها، وأعطي الوقت لهواياتك المفضّلة والمحبّبة إلى قلبك ستجد من خلالها المتنفّس وستعزّز ثقتك بنفسك ممّا يجعل منك إنسانًا فعّالًا ومبدعًا.
وتذكّر المواقف الصعبة التي مرّت في حياتك من قبل وكيف تغلّبت عليها ومضت، واعلم أنّ تخطّيك لها في السابق هو أمر يقوّيك ويساعدك على تخطّيها في المستقبل، وكرّر من محاولاتك للقيام عمل معيّن تحبّه، وطوّر أسلوبك واعلم أنّ كلّ شيء في الحياة يتطوّر وينمو بالممارسة والتجربة، ويجب عليك معرفة أنّ المحاولة الأولى هي أصعب مرحلة ومن الممكن ألاّ تأتيك بالنتائج المرجوّة، لكن مع تكرار التجربة لا بُدّ أنك ستنجح.