أعلن الخبير في حقوق الانسان، فاضل الغراوي، أن واقع حقوق الطفل في العراق مهدد بالانهيار إذا لم تتخذ الحكومة اجراءات لمعالجته، محذرًا من تزايد حالات العنف الأسري في حق الأطفال، داعية الاباء للتعامل مع ابنائهم بإنسانية.
وقال الغراوي في تصريح إلى"لايف ستايل" إن لجنة حقوق الانسان تراقب بقلق بالغ حالات الاعتداء على الأطفال من قبل ذويهم بشكل متصاعد خلال الفترة الماضية"، مؤكدة أن "هذه الأعمال الوحشية ترفضها الأديان والأعراف وهي دخيلة على مجتمعنا" مؤكدًا "ازدياد أعداد الاطفال الذين هم في نزاع مع القانون وتدني المستوى التعليمي والصحي للأطفال"، داعيًا إلى الاسراع بإقرار قانون الحماية من العنف الأسري الذي يحد من هذه الظاهرة، ويضع مرتكبيها تحت طائلة المساءلة القانونية".
وتابع أن "منظومة حقوق الطفل في العراق تشهد الكثير من التحديات وان المؤشرات تؤكد تسرب الأطفال من المدارس وازدياد عدد الأطفال الأيتام وتحول عمالتهم الى ظاهرة من دون حلول"، وأوضح الغراوي أن "منظومة حقوق الطفل مهددة بالانهيار اذا لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لحمايتها بالإسراع بتشريع قانون الطفل وتشكيل المجلس الاعلى لرعاية الطفولة في العراق ووضع قيود صارمة وعقوبات ضد الجهات التي تقوم بعمالة الأطفال ووضع آلية لحماية الأطفال من التجنيد وانشاء برامج متعددة لرفع المستوى الصحي والتعليمي للأطفال وفق منظومة متكاملة".
وطالب الغراوي الحكومة باتخاذ إجراءات رادعة ضد من يرتكب العنف الأسري من قبل ذويهم وعدم تجريم الأطفال و"اعتبارهم ضحايا"، داعيًا الأهالي إلى الحرص على أطفالهم وتوعيتهم لا استخدام الضرب والتعذيب بحقهم، وتطرق الغراوي الى واقع تأثير العنف الأسري على الأطفال بأنهم لا يشعرون بالأمان، بل يرون والديهم ما بين معتدٍ وضحية"، مشددًا على توفير الأمان والحماية لهم فعلاقة الأطفال في سنواتهم الأولى بالأشخاص والخبرات ذات تأثير مهم بخاصة داخل نطاق علاقاتهم الأسرية.
وبين أن "عام 2015 – 2017 أقسى الأعوام وحشية وعنفًا ضد أطفال العراق بسبب الكم الهائل من الانتهاكات التي وجهتها تنظيم "داعش" من خطف وتجنيد وقطع الرقاب وبيعهم في سوق النخاسة والاتجار الداخلي والخارجي بهم وتهجيرهم قسرًا ،إضافة إلى ما يحصل اليوم وخصوصًا في المناطق الجنوبية من أعمال عنف ضد الأطفال من قبل ذويهم ".
وأردف الغراوي أن الابتعاد النهائي عن الضرب في وقتنا الحالي ضروري جدًا بل إن الضرب أصبح غير مقبول من الناحيـة التربـوية إطلاقًا فالضرب المبرح يؤدي إلى تدمير نفسية الطفل وخلق اضطرابات نفسية عدة عنده وهنالك أسـاليب تربـوية كثيرة حاليًا واثبتت أنها ناجحة ومنها حرمان الطفل في حال ارتكابه خطئًا معينًا من الأمور التي يحبها .
ويشير الغراوي إلى أن الدراسات اثبتت على مستوى العالم الغربي والعالم العربي أن أبرز مسببات العنف الأسري هو تعاطي الكحول والمواد المخدّرة ويأتي بعدها في الترتيب الأمراض النفسيـة والاجتماعية لدى الزوجين أو كلاهما ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين .