لايوجد منزل يخلو من الخلافات ، وربما بعض هذه الخلافات والعمل علي حلها مع الشريك تزيد خبراتنا بالحياة وتجعلنا نستفيد من أخطائنا ، و لكنها تصبح مزعجة إذا ما ازادت حدتها أو مرات تكرارها و الملاحظ أن أسباب الخلافات الزوجية تكاد تكون موحدة في كل مكان و في مختلف الثقافات، و هي قديمة بقدم العلاقات الإنسانية ، ومن أهمها :
إختلاف المفاهيم والقيم :
إذا ماكان هناك خلاف علي قيم ثابتة في المجتمعات (الشرقية خصوصا ) مثل عدم قيام الرجل بتحمل مسئولية الأسرة مع زوجته ، وعدم إحترام قيمة الأسرة وخصوصيتها ، واستمرار الرجل في سلوكيات معينة كالسهر ليلا خارج المنزل مع الأصدقاء دون الأخذ في الاعتبار وجود زوجة تنتظر شريكها ووجود أطفال ومسئوليات .
يقع عبء هذه المشكلة علي عدم تعويد الأم والأب لأبنائهم الذكور علي تحمل المسئولية ، واحترام حياة الأسرة وواجبات كل فرد نحوها.
مشكلات مالية :
تنشأ من عدم الدراية بضبط ميزانية الأسرة ، والتطلع للسلع الاستهلاكية ، وتقليد الغير ثم يثقل الشريك أو الشريكة كاهل الآخر بأعباء كثيرة وديون وأقساط نفقد معها قيمة وطعم الحياة الهادئة .
لقد عاش الأجداد حياة أبسط بكثير من حياتنا التي نعيشها ورغم ذلك عاشوا سعداء .
إختلاف المفاهيم الثقافية والهوايات :
عندما لاتوجد إهتمامات مشتركة بين الزوجين تثور الخلافات ، هناك العديد من الأشياء الممكن جعلها ممتعة مع الشريك ، كالقراءة والتنزه علي الشاطيء ، أو دخول المطبخ معا لعمل صنف جديد أو مناقشة قضية حيوية أو مشاهدة التلفاز ، ويبقي الاحترام المتبادل وعدم السخرية من هوايات كل طرف.
الغيرة :
قليلها ممتع لكلا الطرفين ، أما لو زادت عن حدها فهي تدل علي عدم ثقة الشريك في نفسه أولا وفي الطرف الآخر ثانيا ، تصرفاتنا مع الغرباء يجب أن تكون محددة ، وأن نبث الثقة في نفس الشريك بتصرفاتنا المسئولة حتي نتجنب المشاكل .
الإجهاد والضغط النفسي :
مشكلات العمل الكثيرة وقضاء وقت طويل خارج المنزل وزيادة الأعباء الأسرية ، دون مشاركة الطرف الآخر وعدم تقسيم الأدوار والمهمات تكون سببا في الضغط علي طرف دون الآخر ، وهنا تنشأ العديد من المشاكل والخلافات .
تحديد الأولويات :
من المهم تحديد الأشياء الضرورية في الحياة الزوجية وعدم التطلع لأشياء ليست هامة في الوقت الراهن وتكون علي حساب إستقرار الأسرة . لابد من كتابة الأشياء في ورقة ومحاولة تحقيق الممكن وعمل حساب للزمن خصوصا مع وجود أطفال ولاداعي للبحث عن المشاكل بجلب ماهو ليس ضروريا.
الحياة الزوجية شراكة ممتعة بين طرفين إختارا أن يعيشا معا علي المودة والرحمة والصحبة الطيبة ، فلنحاول أن نتلافي الخلاف قدر الإمكان ، وألا نترك المشاكل تتفاقم دون حل حتي لاتثقل كاهلنا في وقت لانستطيع معه التراجع لحلها، ومن ثم نتلافي الصراع. بل نبني العلاقة علي أسس متينة من الحب والتراحم والتآلف والوفاق.