العصبية الزائدة، وعدم القدرة على تحمُّل حدث معيَّن، يدفعان بعض الأزواج إلى استخدام العنف ضد زوجاتهم للتعبير عن غضبهم، أو انزعاجهم من أمر ما، حتى لو كان الزوج يحب زوجته حباً كبيراً، مثلاً قد يتبادلان أطراف الحديث، ويدخلان في نقاشات سلبية، تتحول تدريجياً إلى مشكلة، تنتهي بضرب الزوج زوجته، وهذا التصرف غير مقبول مهما كان سببه، لكنَّ الشرع حلَّله في حالات بعينها، وطريقة معينة.
أسباب ضرب الزوج زوجته على الرغم من حبه لها.
يضرب بعض الأزواج زوجاتهم إما لتقويم سلوك الزوجة، أو ارتكابها خطأً ما، وبعضهم الآخر يضربها ظلماً وعدواناً، ولو رجعنا إلى الفئة الأولى، سنرى أن تقويم السلوك بالضرب أمرٌ أقرَّه الشرع، يقول الله تعالى: «فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ». لكنَّ الإسلام حرص على التدرُّج في استخدام الضرب فلا يجب أن يكون الحل الأول، بل الأخير بعد النصح، وسواءً كان الضرب بسبب، أو بدونه فلا علاقة له بالحب، يقول الله تعالى: «وجعلنا بينكم مودة ورحمة». والحب مفهوم للتعبير عن أرقى المشاعر وأنقاها وأعذبها، ويتم التعبير عنه عبر الاهتمام بالزوجة، والحرص على مشاعرها، ودعمها ومشاركتها في كل شيء، والمرأة في هذه الحالة، مثل أي إنسان، لا ينبغي لها السكوت عند التعرض إلى الضرب، خاصةً عندما لا تكون مخطئة، فهناك طرقٌ أفضل من الضرب لحل أي مشكلة، مثل الكلمة الطيبة، والنقاش البنَّاء، وهذا جيد ومفيد، خاصةً بعد أن يهدأ الزوج، وهناك أيضاً دور مهم للإرشاد والتوجيه، وفي حال فشلت الطرق السابقة كلها، يمكن اللجوء إلى أطراف موثوقة للتدخل في حل المشكلة، يقول الله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا».
وقد يهمك ايضـــــــــــــــــــًا
- "اختيار كلماتكِ بعناية" من أفضل الطرق للتعامل مع أهل الزوج