البدايات عادة ما تكون صعبة. دائماً ما نتردد في بداية أي أمر في حياتنا، وفيما يتعلق بمشروعك الناشئ، فالعديد من الشباب لديهم من الأفكار والمخططات الكثير وبالتأكيد أنت أحدهم، قد يتردد السؤال الأزلي: هل أنا مستعدة للبدء؟ هل أنا في أفضل وضع مادي ومعنوي وذهني لكي أبدأ!
إنك دائماً جاهزة لتطبيق فكرتك كما تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية، وهذه الخطوات الأربعة ستكون أفضل طريقة لبداية مشروعك والاستمرار في تنفيذه.
خطوات البدء بمشروع خاص
ألاً: امتلكي الفكرة!
هذا هو المفتاح الرئيس لمشروعك. لكن لا تضيعي وقتاً كبيراً في التفكير بالفكرة بحد ذاتها إذا كنت تعتقدين أن الفكرة التي تمتلكينها فكرة مذهلة. أما إذا لم تمتلكي بعد تلك الفكرة، فحاولي أن تطوري وعيك وقدراتك في المهام اليومية التي تؤدينها، خاصة تلك التي تقع ضمن دائرة شغفك وحماستك.
لا تنسيْ أنه من المهم جداً أن تعملي على شيء تعشقينه بحق، فهذا ما ستنجحين فيه فعلاً. لكي تولد فكرتك، ركزي على أي أمر يمكنك فعله بطريقة أفضل وبمجهود أقل. أفضل الأفكار هي تلك التي ستستخدمينها بنفسك كل يوم، أو أنك ستكونين مستعدة للدفع من أجلها في حال كانت موجودة فعلاً!
نقطة إضافية، تذكري أن عملك ومجهودك الذي ستبذلينه في التحليل والتفكير في فكرة غير ناجحة سيكسبك خبرة أكبر من انتظار الفكرة الرائعة كي تنزل عليك! فكري وابدئي جلسات العصف الذهني لتحليل أفكارك في مخيلتك ومن ثم قرري. هذا المجهود ما هو إلا عملية استرجاع لخبراتك وأفكارك المتراكمة في عقلك إلى منطقة العقل الواعي ما سيساعدك في صقل فكرتك بشكل أفضل؛ لأن خبراتك أصبحت قريبة وسهلة التناول.
ثانياً: قطعيها إلى أجزاء
أياً كانت فكرتك، فإن تقسيمها إلى أجزاء صغيرة أمر مهم جداً. قطعيها حتى تعتقدي أنها صغيرة جداً لكن مازالت ذات قيمة. الآن هذه هي نسختك الأولى من المشروع! في الواقع حتى هذه الفكرة الصغيرة مازلت أعدّها كبيرة جداً! لنأخذ الأمور بواقعية، إذا كان مشروعك يستهدف 10 آلاف عميل، فلتطلقي النسخة المتناهية الصغر من فكرتك، وليستخدمها فقط 500 شخص. الهدف من هذا هو أن تحسي بأن هناك إنجازاً خرج على أرض الواقع. هذا هو ما سيدفعك لتواصلي العمل، أما إن أصررت على إكمال الفكرة بشكل كامل فلن تكون أفضل حالاً من الغالبية العظمى الذين فشلوا بإطلاق مشاريعهم عندما أصروا على إطلاقها بالإصدار الكامل.
ثالثاً: شاركي الفكرة، احصلي على الآراء
هذه أيضاً خطوة مهمة، وهي عادة ما يتم تجاهلها نهائياً من قبل أصحاب المشاريع الناشئة (خوفاً من أن تسرق الفكرة). البعض لا يفكر فيها أساساً ولا تخطر على باله. ببساطة، تجاوزي هذه الخطوة قد يكون السبب في تدمير مشروعك في مرحلة حساسة.
اعرضي فكرتك كفرضية لشيء تعتقدين أنه سينجح وسيعمل بالشكل الذي ترينه. يجب أن تدافعي عن الفكرة وتختبري فرضيتك بصرامة شديدة بعرضها على من تشاركهينم الفكرة. في الحقيقة هناك هدف آخر من مشاركة الفكرة، ألا وهو الحصول على التحفيز. ستفتقدين التحفيز إذا عملت على تطوير مشروعك لفترة طويلة من دون أن تعرضي مشروعك، وتحصلي على الآراء في كل مرحلة من مراحله.
احصلي على الآراء لتصحح فكرتك وتختبرينها، ولكن الأهم هو أن تحصلي على الآراء لتشعري بشعور رائع ومحفز تجاه ما تقومين به. إن سماعك لعبارة مثل: "متى راح يخلص؟ متحمسة أجربه" سيكون وقعها كالسحر على طاقتك وحماستك لإنهاء المشروع.
لن يحطم مشروعك خلل تقني، أو خطأ في السياسة التسويقية، لكن سيُقْضَى على مشروعك بشكل كامل في حال فقدت التحفيز.
رابعاً: انطلقي بشجاعة
لن تجدي الأمر سهلاً، لكن إذا تجاوزت الخطوات السابقة، فإن كل ما سيتبقى لعمله هو القليل من الشجاعة.
لا تغرقي نفسك بالتفاصيل الدقيقة. متى سأطلق المشروع؟ هل سأحتاج لشخص متخصص في التسويق؟ ماذا عن نظام قواعد البيانات؟ أليس من الأفضل أن أسلم تصميم الجرافيكس لشخص متخصص؟ أوووه الشعار والمطبوعات!!
حسناً، توقفي عن كل هذا، لا تزعجي نفسك بذلك، التفكير بكل هذه التفاصيل قبل البدء بالمشروع هذا هو الأسلوب التقليدي لإدارة المشاريع، قد يكون هذا الأسلوب جيداً لمشروع يعمل فيه عشرات الأشخاص، وينفذ لصالح شركة عملاقة حيث الأخطاء تكلف الملايين. لكن في حالة مشروعك الناشئ فإن الأخطاء لا تكلف شيئاً، بالعكس الأخطاء تمنحك المزيد من الخبرة، إن أعظم ما يمكنك فعله في مشروعك الناشئ هو أن تخطئي. حاولي أن تجعلي ذلك يحدث مبكراً.
قد يهمك ايضا:
عبد الله البرغوثي يؤكد أن رمضان يعتبر فرصة رائعة للتغيير
خبيرة تنمية بشرية تُقدِّم نصائح فعّالة لعلاقة سويّة بين الزوجة وحماته