على الشخص الذي يرغب في التخلص من الحب من طرف واحد أن يعود إلى تعرف هويته الشخصية، من هو، وهل هو شخص لا يمتلك القليل من ماء الوجه، ولماذا يحب شخص آخر لا يحبه أو ينظر إليه على أنه مجرد صديق، على الإنسان أن يعرف جيدًا أن هناك حدودًا في شخصيته وشخصه لا يستطيع تجاوزها، هناك خط أحمر من احترام الإنسان إلى نفسه، وإذا قطع هذا الخط فسيفقد الكثير من الحب لنفسه في النهاية. عليه أن يعرف أنه شخص متكامل لا ينقصه شيء حتى يهدر ماء وجهه.
بمعنى أن تتفهم موقف الطرف الآخر في عدم مبادلتك مشاعر الحب، فقد يكون في حالة من الحب مع شخص آخر، أو أن يكون لا يشاركك نفس الاهتمام فلا يشعر بالرابط معك، فلكل شخص ذوقه في النظر إلى الأمور والأشياء، ويختلف الناس في ذلك، وليس في ذلك أي شيء يعيبك أو يعيب الطرف الآخر، بل هي طبيعة البشر.
عليك إشغال نفسك بالتركيز على بعض المشاغل التي تهمك إن كان على الصعيد المهني أو الدراسي أو العائلي، فحاول أن تبذل قصارى جهدك في هذا المجال لغايات نسيان هذا الشخص الذي تحب، فعليك أن تبني قناعة مهمة جدًا، وهي أنك دومًا تستحق الأفضل ضمن علاقاتك وضمن حياتك.
على الإنسان الذي يريد أن يتخلص من مشاعر الحب تجاه شخص آخر أن يحاول أن يجد بعض الأمور التي تشغله عن التفكير به، ولهذا عليه أن يعود إلى أصدقائه وإشغال نفسه معهم، إن كان عن طريق الجلسات أو الرحلات، أو برامج ترفيهية أخرى تساعده على التخلص من أوقات الفراغ والتي قد تزيد من معاناته في التفكير في الشخص الذي، فعادة الشخص الذي يحب من طرفه يكون شبه معزول عمن حوله ودومًا في حالة من التفكير فقط فيمن يحب، لهذا وجب عليه التخلص من هذا الشعور.
الكثير من الأشخاص يفقد حالة الاتزان والسيطرة التي بذل في سبيلها الكثير من الوقت لحظة مشاهدة من يحب، فيبدأ بالاهتمام به بشكل مبالغ، أو الابتسام له بسبب أو دون بسبب، وهذا الأمر سيفقده الغاية من التصرفات التي يحاول القيام بها طوال الوقت، فعلى الشخص الذي يرغب بنسيان الطرف الآخر، أن يبقى محافظًا على رباطة جأشه وتركيزه، وأن يتعامل مع هذا الشخص بصورة طبيعية ولبقة، كأنه أي شخص آخر في الجلسة.
ومع أن هذا الفعل غير مستحب في العلاقات البشرية على العموم، لكن لنحاول أن نستفيد من علم السياسة هنا وعل ما جاء على لسان ميكافيلي في جملته المشهورة الغاية تبرر الوسيلة )، فبالتالي حاول أن تجد تلك الأمور والصفات التي لا تحب في هذا الشخص وتنفر منها، فهي قد تكون دليلك للتخلص من محبته.