الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد

قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024 تضم العديد من النساء الملهمات والمبدعات من مختلف أنحاء العالم، وذلك تكريماً لهن على مساهماتهن في مجالات متنوعة .
وكشفت بي بي سي عن قائمتها التي تتضمن 100 امرأة ملهمة ومؤثرة من بينهن الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، وناجية الاغتصاب والناشطة جيزيل بليكو، والممثلة شارون ستون، واللاعبات الأولومبيات ريبيكا أندريد و أليسون فيليكس، والمغنية راي، والفنانة البصرية ترايسي أمين، وناشطة المناخ أدينيكي أولادوسو، والكاتبة كريستينا ريفيرا غارزا.
من مواجهة الصراعات المميتة والأزمات الإنسانية في غزة ولبنان وأوكرانيا والسودان، إلى مشاهدة الاستقطاب في المجتمعات التي أعقبت عدداً قياسياً من الانتخابات في جميع أنحاء العالم، كان على النساء أن يجتهدن للوصول إلى أكبر قدر من الصمود.
تُقر قائمة بي بي سي 100 امرأة بالتحديات التي واجهتها النساء هذا العام من خلال الاحتفاء بأولئك اللاتي، بفضل صمودهن، يسعين لتحقيق التغيير بينما يتغير العالم من حولهن. كما تواصل القائمة التزامها باستكشاف تأثير حالة الطوارئ المناخية، مسلطة الضوء على رائدات المناخ ممن يعملن لمساعدة مجتمعاتهن على مواجهة آثار التغير المناخي والتكيف معها.
وفيما يلي أبرز الأسماء بترتيب غير محدد.

بلستيا العقاد، الأراضي الفلسطينية
صحفية وشاعرة
كانت بليستيا العقاد، البالغة من العمر 22 عاماً، قد تخرجت لتوها من الجامعة عندما بدأت الحرب في غزة 2023. وفي الأيام الأولى من الحرب، نشرت مقطع فيديو لنفسها في شقتها أثناء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة.
وانتشر فيديو العقاد على نطاق واسع، وحصد أربعة ملايين متابع على موقع إنستغرام، مع نشرها لأخبار غزة وقصائدها ومذكراتها اليومية. يشار إلى أن مذكراتها التي تستند إلى هذه التقارير، وتحمل عنوان "عيون غزة"، ستنشر قريباً.
وحصلت العقاد على لقب صحفية للعام 2024 من منظمة (عام شاب واحد/ One Young World). كما دافعت عن الفلسطينيين في منتديات رفيعة المستوى مثل القمة العالمية للحكومات.
وغادرت العقاد غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وحصلت على منحة دراسية لدراسة الماجستير في الدراسات الإعلامية في بيروت.

حميدة أمان، أفغانستان
رائدة في مجال الإعلام والتعليم
عندما حرمت حركة طالبان الفتيات الأفغانيات من الوصول إلى التعليم الثانوي، قررت رائدة الأعمال في مجال الإعلام حميدة أمان إطلاق أكاديمية (بيجوم-Begum)، وهي مساحة على الإنترنت تقدم دورات الوسائط المتعددة المجانية للطلبة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة.
يشار إلى أن المنصة التعليمية قدمت في العام الماضي، أكثر من 8500 مقطع فيديو باللغتين الدارية والبشتونية، وتغطي المناهج الدراسية من الصف السابع إلى الصف الثاني عشر.
كما أطقلت أمان في شهر مارس/آذار، قناة (Begum TV)، وهي قناة تعليمية تبث دورات أكاديمية عبر الأقمار الصناعية.
وجاءت هذه الخدمة في أعقاب مشروعها راديو (بيجوم -Begum)، وهي محطة إذاعية أنشأتها النساء من أجل النساء، بعد وصول طالبان إلى السلطة في عام 2021.

ليندا دروفن جونارسدوتير، آيسلندا
مديرة ملجأ للنساء
في ملجأ للنساء الآيسلنديات، تساعد ليندا دروفن جونارسدوتير من أجبروا على مغادرة منازلهن بسبب العنف المنزلي.
وتتصدر دولة آيسلندا في كثير من الأحيان التصنيفات كـ "أفضل مكان للمرأة"، لكن معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي تظل مرتفعة باستمرار.
وباعتبارها المديرة العامة للمركز، فهي تقود مشروعاً لفتح مساحة جديدة ستكون أول ملجأ مخصص للنساء في آيسلندا.
وتقول دروفن جونارسدوتير إنه قبل عشرين عاماً، كانت 64 في المئة من النساء اللاتي بقين في الملجأ يعدن في نهاية المطاف إلى المعتدين عليهن، ولكن هذا الرقم انخفض الآن إلى 11 في المئة نتيجة للتحسن في الدعم والخدمات.

ديلوروم يولدوشيفا، أوزباكستان
خيّاطة و سيدة أعمال
قبل عامين، فقدت ديلوروم يولدوشيفا كلتا ساقيها في حادثة أثناء الحصاد، لكن ذلك لم يمنعها من أن تحلم لتحقيق طموحات كبيرة.
كانت ترغب في تعلم مهارات جديدة وفي الوقت نفسه مساعدة الشابات الأوزبكيات في كسب لقمة العيش، لذلك قررت إنشاء مشروع الخياطة الخاص بها.
تعلمت أساسيات ريادة الأعمال وإدارة الموارد، ثم درّبت أكثر من 40 شخصاً. وفي غضون أشهر، نمت شركتها بشكل كبير، إذ عقدت ورش عمل مجانية وحصلت على عقود لإنتاج الزي الرسمي للعمال وأطفال المدارس.
منذ ذلك الحين أصبح عملها مصدر دخل لها ولعشرات النساء الأخريات.

شارون ستون، الولايات المتحدة الأمريكية
ممثلة
تركت النجمة الهوليودية شارون ستون بصمة كبيرة على الشاشة وخارجها على مدار العقود الثلاثة الماضية.
حققت شارون ستون شهرة واسعة في أوائل التسعينيات بعد فيلمها الناجح (غريزة أساسية/Basic Instinct)، ولعبت دور البطولة في أفلام ضخمة مثل (الاستدعاء الشامل/Total Recall) و(كازينو/Casino)، الذي فازت بفضله بجائزة غولدن غلوب ورُشحت لجائزة الأوسكار.
لكن بالإضافة لمسيرتها المهنية الحافلة بالنجاحات، أنجزت أعمالاً خيرية لدعم العديد من القضايا، فمثلاً حصلت على جائزة قمة السلام عن أنشطتها في دعم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
وفي عام 2024، احتُفل بإنجازاتها، عبر منحها جائزة الأيقونة الدولية الذهبية الأولى.

نجلا ايشيك، تركيا
رئيسة قرية وناشطة في مجال الغابات
قادت المزارعة نجلاء إيشيك، المنتخبة مؤخراً رئيسةً لمنطقة إيكيزكوي في غرب تركيا، النضال ضد إزالة الغابات على مدى السنوات الخمس الماضية.
عندما تعرضت غابة أكبيلين القريبة للتهديد بسبب مقترحات إنشاء منجم للفحم، قاومت إيشيك والنساء المحليات الأخريات من خلال الدعاوى القضائية والاحتجاجات لوقف قطع الأشجار الذي من شأنه أن يخلي الأرض لمشاريع التعدين.
أسفرت حملتهم البيئية أحياناً عن اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمحتجين الذين يقفون حراساً للدفاع عن الغابة، لكن إيشيك والقرويين الآخرين تعهدوا بالوقوف بثبات على الرغم من التحديات والتهديدات التي يواجهونها، بما في ذلك تغريمهم لدخول الغابة دون إذن (أُلغيت الغرامة لاحقاً).

نور إمام، مصر
رائدة أعمال في التكنولوجيا النسائية
تركز المعلمة في مجال الصحة الجنسية نور إمام على موضوعات مثل نظافة الدورة الشهرية، والصحة الإنجابية، والوعي الجنسي، مواضيع تعتبر غالباً من المحظورات بالنسبة للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أسست إمام شركة مذربينغ، وتشغل منصب الرئيس التنفيذي فيها. والشركة مختصة بالتكنولوجيا النسائية وتقدم خدمات تدمج ما بين عمل العيادة الموجودة في القاهرة وأخرى منصة رقمية، بهدف تحسين وصول المرأة إلى الرعاية الصحية من خلال التكنولوجيا.
وتهدف إلى تمكين النساء من معرفة أجسادهن، وتسهيل الوصول إلى معلومات موثوقة حول وسائل منع الحمل، ومساعدتهن على التعامل مع القضايا الحساسة دون الشعور بالعار.

نادية مراد، العراق
الحائزة على جائزة نوبل للسلام
نادية مراد، ناشطة في مجال حقوق الإنسان وحائزة على جائزة نوبل للسلام، ومن أبرز المدافعين عن ضحايا العنف الجنسي، وتعرضت للإبادة الجماعية للإيزيديين في العراق على يد الجماعة التي تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2014.
قُبض عليها من قبل مسلحي الدولة الإسلامية، وأجبرت على العبودية، وتعرضت للاغتصاب والإساءة. تمكنت مراد من الفرار بعد ثلاثة أشهر، وروت بشجاعة محنتها للعالم لرفع مستوى الوعي حول العنف الجنسي المرتبط بالصراعات.
وتعاونت مع محامية حقوق الإنسان أمل كلوني لمحاسبة تنظيم الدولة الإسلامية، وأطلقت مبادرة نادية للمساعدة في إعادة بناء المجتمعات والدعوة إلى تعويض الناجيين.
بعد مرور عشر سنوات على مذبحة الإيزيديين، لا تزال نادية مراد رمزاً عالمياً للصمود.

ريبيكا اندرادي، البرازيل
لاعبة جمباز
حصلت لاعبة الجمباز ريبيكا أندرادي على ست ميداليات مما يجعلها اللاعبة البرازيلية الأكثر تتويجاً في الألعاب الأولمبية (كما لديها تسعة ألقاب عالمية).
ويشار إلى أنها فازت بالميدالية الذهبية في التمارين الأرضية في باريس 2024، متغلبة على لاعبة الجمباز الأكثر تتويجاً بالميداليات في العالم سيمون بايلز. وخلال حفل توزيع الميداليات، انحنت بايلز وزميلتها لاعبة الجمباز الأمريكية جوردان تشيلز للبرازيلية، وهي لفتة انتشرت على نطاق واسع وأصبحت رمزاً لأولمبياد هذا العام.
كانت أندرادي ولغاية سن العاشرة، واحدة من ثمانية أطفال، تذهب إلى جلسات التدريب سيراً على الأقدام من حيها العشوائي خارج ساو باولو، بينما كانت والدتها العزباء تنظف المنازل لدفع تكاليف تدريبها.
أثناء صعودها تغلبت على العديد من الإصابات الخطيرة، وتحدثت بصراحة عن إعطاء الأولوية للصحة العقلية.

أولغا أوليفيرينكو، أوكرانيا
مزارعة
عندما توفي والدها عام 2015، أرادت أولغا أوليفيرينكو تحقيق حلمه بإنشاء مزرعة. وبعد شراء الماشية، بدأت العمل، لكنها سرعان ما واجهت صعوبات مالية واضطرت إلى بيع جميع الحيوانات.
لكنها لم ترغب في التخلي عن تطلعات والدها، الذي قُتل على خط المواجهة في دونباس أثناء أداء واجبه كقائد لقوات الاستهداف الخاصة التابعة للبحرية.
في العام الماضي، وضعت خطة عمل لتقديم عطاء للحصول على تمويل من صندوق المحاربين القدامى الأوكراني ونجحت الخطة.
بدأت أوليفرينكو إدارة مزرعتها مرة أخرى، مع التركيز على التحديث، واستخدام التقنيات الزراعية الجديدة، وخلق فرص العمل للمجتمع المحلي، حيث يُنظر إليها على أنها مصدر إلهام لمبادرتها وقيادتها.

ياسمين مجلي، الأراضي الفلسطينية
مصممة أزياء
تستلهم مصممة الأزياء ياسمين مجلي إبداعاتها من الحياة والتقاليد الفلسطينية.
بعد نشأتها في الجنوب الأمريكي، انتقلت إلى رام الله في الضفة الغربية، حيث أطلقت علامتها التجارية (نول كوليكتف-Nöl Collective) في عام 2020.
وتتعاون علامتها التجارية للأزياء مع ورش الخياطة التي تديرها عائلات، ومتاجر التوابل المحلية التي توفر مواد الصبغ الطبيعية، والتعاونيات النسائية لإنتاج الملابس بشكل جماعي. ويستخدم الخياطون والنساجون والمطرزون والنحاتون التقنيات التقليدية، تكريماً للحرفة الفلسطينية في صناعة الأقمشة.
وظفت مجلي ملابسها لسرد قصص عن الفلسطينيين. كما تناولت قضية التحرش في الشوارع الذي تتعرض له النساء على مستوى العالم، فرسمت عبارة (ليست حبيبتك)، على سترات الجينز والقمصان.

قد يهمك أيضــــاً:

فوز الأميركية كلوديا غولدين بجائزة "نوبل" في الاقتصاد لجهودها في تعزيز فهم نتائج سوق عمل المرأة

ماري كوري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل للسلام