بمنسبة تقدمت زعيمة حزب الجبهة الوطنية ماريان لوبان على منافسها نيكولا ساركوزي بفارق كبير في الجولة الجديدة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وفي استطلاع أجراه معهد إيبسوس فقد حصلت زعيمة اليميني المتطرف ماريان لوبان على 29 في المائة من التصويت الذي أجري ضد منافسها الرئيس السابق من الحزب الجمهوري وهو أقل بـ 8 نقاط وبفارق 18 نقطة عن جان لوك ميليشون من الحزب الاشتراكي.
وكان هذا واحدًا من بين خمسة سيناريوهات للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017 والمقررة في 23 أبريلنيسان وعلى الرغم من ذلك فإنها لم تشمل مرشح الحزب الجمهوري آلان جوبيه والذي لا يظل المرشح الأقوى والأفضل لخلافة فرانسوا أولاند في حين تقدم جوبيه بفارق يتراوح من 4 في المائة إلى 7 في المائة في ثلاثة سيناريوهات أخرى تشمله، ومن المرجح أن تضيف النتائج مزيدًا من المخاوف قد تزيد من نزعة الشعوبية العالمية التي يمكن أن تفوز فيها لوبان في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وبموجب نظام الانتخابات الفرنسية فإنه يمنع استبعاد أي مرشح محتمل يحصل على أغلبية مطلقة في الجولة الأولى من التصويت وأن المرشحين اللذين يحصلان على أعلى نسبة تصويت يخوضان الجولة الثانية والحاسمة معًا والمقررة في 7 مايوأيار، وفي استطلاعات للرأي فيما يخص الجولة الثانية فإن جوبيه مرشح بأن يتقدم بفارق كبير على لوبان.
وجاء هذا بالتزامن مع تحذير الفيلسوف الفرنسي الرائد برنار هنري ليفي من سيطرة الجبهة الوطنية على قصر الإليزيه, وذلك خلال حواره مع صحيفة "تلغراف" مضيفًا: "إذا كان فوز ترامب أمر ممكن فأي شيء آخر ممكن ولا شيء بعد الآن لا يمكن تصوره، وبالنسبة إلى لوبان فإنه من غير المرجح أن تفوز، لكن هذا ممكن ولكن بشكل جزئي".
وأضاف ليفي: " الناس فقدوا اهتمامهم بالسياسة وبدلًا من ذلك يركزون على الشخصية فقليلًا ما يستمعون إلى السياسة كما أنهم يبدون أقل قلقًا ما إذا المرشحين يقولون الحقيقة أم لا، وأصبح الناس يهتمون أكثر بالأداء وخاصة على خشبة المسرح لما يقال دون الاهتمام بما إذا كانت الحقيقة أم لا، لذا المرشح الفاشي يمكنه أن يقوم بأداء ناجح".
وفي آخر نتائج للجولات التي ظهرت حيث صوت المحافظون الفرنسيون قبل الانتخابات التمهيدية، الأحد، لاختيار مرشحهم الرئاسي لمواجهة مرشحة الجبهة الوطنية لوبان حيث يتنافس في الانتخابات الرئاسية 7 مرشحين في الانتخابات التمهيدية، وفي التصويت الثاني الذي سيعقد الأسبوع المقبل لاتخاذ القرار بين أبرز مرشحين اثنين، ويوجد من بين المرشحين الثلاثة الرئيسيين الرئيس السابق ساركوزي ورئيسي الوزراء السابقين فرانسوا فيون وآلان جوبيه، وسط آمال الكثيرين من الناخبين غير الجمهوريين بأن يكون لدى جوبيه فرصة أفضل للفوز ليفوز على لوبان.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن فوز لوبان في انتخابات العام المقبل قد يكون أمر ممكن، كما حذر من خطورة انتخاب رئيس يميني متطرف وسط كثير من التوقعات بأن تواجه لوبان مرشح من اليمين الوسط إذا استمرت في الجولة الثانية نظرًا لتراجع شعبية الحزب الاشتراكي الحاكم.
وقادت لوبان الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة منذ عام 2011 عندما خلفت والدها جان ماري لوبان مؤسس الحزب، ومنذ توليها زمام الحزب بذلت جهودًا رامية لتبتعد بنفسها عن وجهات نظر والدها المعادية للسامية بشكل علني، والذي أدين مرارًا وتكرارًا على خطاب الكراهية والطعن في جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك وصف غرف الغاز التي استخدمت لقتل اليهود فيما يسمى بالهلوكوست أو المحرقة كما هي "مفصلة" في التاريخ.
وانتقد الكثيرون لوبان ونعتوها ب"الفاشية"، كما اتهموها باستغلال المشاعر المتزايدة المناهضة للهجرة، وكانت لوبان والبالغة من العمر 48 عامًا ظهرت على البي بي سي في برنامج أندرو مار في "ريممبرانس سان داي" وهو ما تسبب في حشد متظاهرين "وحدة ضد الفاشية" الذين تجمعوا خارج مبنى البي بي سي.
وأوضح جيرمي كوربن والذي ظهر أيضًا في البرنامج: "إنها تستخدم النزعة الشعبية ضد الأقليات ليتم انتخابها، والواقع أنها لا تملك جوابًا اقتصاديًا فيما يتعلق بالمشكلات التي خلفتها المجتمعات في فرنسا أكثر من الذي يملكه حزب الاستقلال الذي يملك إجابات للمشكلات التي خلفتها المجتمعات في بريطانيا، إنها المجتمعات الوحيدة التي تأتي معًا جنبًا إلى جنب مع الاستثمار العام الذي يمكنه أن يتعامل مع المشاكل الاقتصادية الأساسية التي تزداد سوء وليس للأفضل في أوروبا".
وجاءت لوبان في عام 2012 في المرتبة الثالثة في الجولة الأولى لسباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة 17.9في المائة من التصويت بينما حصل ساركوزي على نسبة 27.18 في المائة ليصبح الفائز بعد ذلك فرانسوا أولاند بنسبة 28.63 في المائة.