ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷميركية أن السيدة الأولى في زيمبابوي لديها سلطة غير معلنة، رغم وضوح ذلك خلال المؤتمر السنوي للحزب الحاكم، إذ ركزت في خطابها على شعارات جديدة للحزب تحمل صورة على شكل فنجان، وقالت السيدة الأولى غريس موغابي: "جميعنا نشرب من الفنجان"، لافتة إلى أنها من صممت الشعار بنفسها.
وبحسب الصحيفة، ليس من المستغرب أن نرى أغلب المسؤولين في حزب الرئيس روبرت موغابي، الاتحاد الوطني الأفريقي الجبهة الوطنية، يرتدون ملابس عليها فنجان السيدة الأولى، وذلك في صباح اليوم التالي في بلدة ماسفينغو الصغيرة.
برزت غريس موغابي كواحدة من الجهات الفاعلة الرئيسية في المعركة الدائرة على خلافة زوجها الرئيس موغابي الذي اجتاح زيمبابوي العام الماضي، فيراها الناس أنها حاكم زيمبابوي من خلف الستار، حيث تعهدت بالحفاظ على منصب زوجها حتى وفاته، في حين تعزز موقفها، وقالت لأنصارها مؤخرًا إنها "بالفعل الرئيس" وتفعل كل شيء مع زوجها.
إن الإشارات على مكانة موغابي المتنامية جلية للغاية، إذ جلست في مؤتمر الحزب بالقرب من زوجها، الذي يقترب من عامه الـ93، إضافة إلى أن قيادة الحزب قد أشادت بها، ورغم نوم أقدم رئيس في العالم بشكل واضح خلال معظم أوقات المؤتمر، إلا أنه تم اختياره كمرشح لحزبه في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وسيكون لديه 94 عامًا، وسيبلغ الـ99 بحلول نهاية فترة ولايته إذا تمكن من الفوز.
وفي المؤتمر، ظهر موغابي وهو يعتمد بشكل متزايد على زوجته البالغة من العمر 51 عامًا، ناهيك عن حدوث نفس الأمر في مناسبات عديدة أخرها حفل غرس الشجرة عندما تدخلت غريس موغابي وأمسكت المجرفة بدلاً عن زوجها.
وتتساءل الصحيفة: "هل ستصل غريس إلى الحكم بعد وفاة زوجها؟" لتجيب بأن هذا الأمر غير واضح، فقد ذكرت تقارير أنها ترأس أحد الفصيلين المتنافسين داخل الجبهة الوطنية، وتعود الصحيفة لتسأل: "لكن حاليًا هل هي فعلا زعيمة هذا الفصيل، أم مجرد دمية مفيدة للمخضرمين في سياسة زيمبابوي؟ وهل ستهرب بعد وفاة زوجها، إلى دبي أو أي مكان آخر في آسيا، هي وأطفالها؟" يُعتقد أن الرئيس وزوجته لديهما استثمارات تفوق المليار دولار خارج زيمبابوي، بحسب برقية دبلوماسية أميركية نشرتها ويكيليكس.
ولكن إذا تمكنت من الاستيلاء على السلطة، فمن المرجح أن تستمر حكومة زوجها، لكن مع تغييرات حاسمة لإنعاش اقتصاد زيمبابوي، بما في ذلك استصلاح الأراضي الزراعية، وهو ما يلوح أمرًا مستحيلاً سياسيًا في ظل ولاية الرئيس موغابي، وسيظل الأمر كذلك عند تولى زوجته السلطة، بحسب الصحيفة الأميركية.
وقد يفضي وصولها إلى السلطة إلى احتدام التوترات في النخبة السياسية في البلاد، حيث سيشعر مساعدي الرئيس موغابي بالانزعاج من تولى زوجته لأنهم كانوا ينتظرون الوصول إلى سدة الحكم منذ عقود طويلة.
وذهب الزوجان موغابي لقضاء عطلة طويلة في آسيا بعد أيام قليلة من نهاية المؤتمر في منتصف ديسمبر الماضي، حيث يعتقد أن موغابي تلقى رعاية طبية في سنغافورة، وماليزيا، فضلاً عن أن الأسرة تمتلك عقارات في هونغ كونغ.
ودخلت السيدة موغابي رسميًا إلى الحياة السياسة عام 2014، وحصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة زيمبابوي.