أعلنت ابنة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي تعدّ حاليًا أحد كبار مستشاريه، أن الهجوم الذي استهدف المدنيين في سورية "أمر مروّع" صباح الأربعاء، وقد تفوّقت ايفانكا على والدها في إدانة الهجوم الذي استهدف المدنيين، مقارنة مع والدها الذي لم يدين الهجوم بالأسلحة الكيميائية بشكل شخصي.
وأوضح المتحدث باسم دونالد ترامب، أنّ الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا وما يصل إلى 20 طفلا "كان قاسيًا ولا يمكن تجاهله من قبل العالم المتحضر"، ولم يتطرّق الرئيس ترامب، المحب للتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعية، على تويتر إلى الأزمة في تصريحاته.
وعلق وزير الخارجية ريكس تيلرسون على أسئلة الصحافيين حول الهجوم، وأصدر بيانًا في وقت لاحق، بدلًا من ذلك، دعا إلى إنهاء "الهمجية الوحشية"، ولليوم الثاني، تفوقت إيفانكا على والدها على منصات التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء، حيث غردت عن الأزمة في سورية في غياب التعازي الواضحة من الرئيس، وقالت إيفانكا في وقت متأخر من مساء الأربعاء أنّه "لدي حالة من الحزن والغضب من الصور التي تأتي من سورية في أعقاب الهجوم الكيميائي البشع الذي وقع أمس"، ومن المحتمل أن يدلي ترامب بتصريحات حول هجوم غاز السارين في سورية في مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن الرئيس والملك الأردني سيبحثان النزاع خلال زيارة البيت الأبيض التي تشمل محادثة في المكتب البيضاوي واجتماعًا ثنائيًا واسعًا وغداء عمل، وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس ترامب ليس مسؤولا عن الهجوم الكيميائي الذى حدث في سورية، على الرغم من التغيير الذي طرأ أخيرًا على موقف "الديكتاتور السوري" المفرط في البلاد.
وكشفت إدارة ترامب، الأسبوع الماضي، أنه لم يعد من "الأولوية" للولايات المتحدة الإطاحة ببشار الأسد من السلطة، ثم جاء هجوم غاز السارين يوم الثلاثاء، وأشار المتحدث باسم للبيت الأبيض، شون سبايسر، بأصابع الاتهام في بيان أصدره إلى الأسد، كما ألقى باللوم تجاه إدارة أوباما، مضيفًا أنّ "هذه الأعمال الشنيعة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتيجة ضعف الإدارة السابقة وتقلبها"، وكان الرئيس أوباما قد قال في عام 2012 أنه سيضع "خطًا أحمر" ضد استخدام الأسلحة الكيميائية ولم يفعل شيئًا".
وأفاد المتحدث باسم ترامب أنّه "لقد كان لدينا بدائل لتغيير النظام ولم يتم اتخاذها"، منوّهًا إلى أنّ البيت الأبيض لا يرى علاقة بين موقفه تجاه الأسد والهجوم الكيميائي، أعتقد أن الرئيس يشعر بالجزع الشديد من الربط بينهما، ولا يزال الرئيس يجتمع مع فريق الأمن القومي، وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من المناقشات حول الازمة مع حلفائنا فيما يتعلق بالإجراء المناسب"، وكان ترامب قد وعد خلال حملته للرئاسة بأنه سيقيم منطقة آمنة في سورية للمواطنين الذين يسعون إلى الهرب من وحشية المتطرفين، ولم يتم بعد إنشاء منطقة آمنة، على الرغم من أن ترامب تحدث عنها منذ توليه منصبه كبديل لإعادة توطين اللاجئين السوريين في أميركا.
وصرّحت إدارة ترامب، الأسبوع الماضي، أنها ستضغط على الأسد لإجراء تغييرات داخل بلاده، وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أن بلاده لن تجلس هناك وتركز على الإطاحة بالأسد، وقالت هالي التي تولّت لتوها رئاسة مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين أن هذا النهج لا يعني أنّ الولايات المتحدة تعتقد أن الأسد يجب أن يبقى، فالأسد هو "مجرم حرب" و "ما فعله لشعبه ليس أكثر من مثير للاشمئزاز".