أكدت امرأة بريطانية، محتجزة في السجن الإيراني منذ ما يقرب من ٦٠٠ يوم، نازانين زغاري راتكليف، بعدما اتجهت لخياطة الملابس لابنتها؛ لتبقي على روحها المعنوية مرتفعة، قائلة إنها "لا أستطيع الانتظار حتى تنتهي هذه الاضطرابات"، وذلك بعد أن اعتقلت في طهران في نيسان/ أبريل 2016، أثناء محاولتها مغادرة إيران بعد زيارة مع ابنتها البالغة من العمر عامين، وهي تنكر بشدة التهم الموجه إليها، حيث التآمر على النظام، ودعت بريطانيا إلى الإفراج عنها.
وتمكنت الإثنين، من الحصول على رسالة من خلال زوجها والكشف عن كتل في ثديها لا يعتقد أن تكون سرطانية، ولكي تشغل نفسها خلال هذه الفتره، قامت بصناعة الكروشيه المخروط لابنتها غابرييلا، وزوج من الأحذية، وخياطة منطاط أطفال لتهديه إلى ابنتها بعد الإفراج عنها، ويكون بإمكانها إنجاب طفل آخر.
وحكم على السيدة زغاري راتكليف، بالسجن لمدة خمسة أعوام بعد أن أدانتها محكمة إيرانية بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية، في حين أنها تنفي هذه التهمة، وازدادت حدة الاعتقال المستمر لها في الأسابيع الأخيرة بعد أن ادعت وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، خطأ أنها ربما كانت تقوم بتدريب الصحافيين، وتحدثت في رسالة نشرت اليوم عن كيفية استخدام التلفزيون الإيراني للنقاش الذي أعقب تكرار مزاعم متنازع عليها بشدة بأنها جاسوسة.
وفي رسالة من زنزانتها في السجن قالت راتكليف: "إن التعذيب هو الاستمرار في سماع هذه الأكاذيب على شاشة التلفزيون، أشعر بالقلق الشديد من اهتمام الصحافة في إيران، أشعر أنني ليس لدي القدرة على تحمل ذلك مجددًا، لقد تم الضغط علي كثيرًا ولكن ما تم الأسبوعين الماضيين لا أستطيع تحمله".
وفي ظل هذا تلقت بعض الأخبار الجيدة هذا الأسبوع بعد أن تمكنت من رؤية الطبيب الذي اخبرها أن الأورام المكتشفة في ثديها لا يعتقد أنها سرطانية، ولكن السيدة البالغه من العمر 38 عامًا والتي تعاني من اضطرابات نفسية، واكتئاب وأرق بعد أن تم عزلها عن طفلتها، حرمت حتى من رؤية طبيب نفسي.
وأضافت راتكليف: "الناس يقولون لي هنا كل شيء مرتبط بالسياسة ولكن لا يهمني السياسة، ومن المؤكد أن يتم الأفرج عني لأسباب إنسانية؟ هناك أسباب إنسانية لي ولطفلتي، لا أريد أن أكون في الأخبار، أريد فقط أن أكون شخص عادي مرة أخرى، وأعيش حياة طبيعية مع طفلي، انتظر ذلك منذ فترة طويلة، كل هذا الوقت، بعيدًا عن طفلي، ولماذا ؟".
ويأمل دبلوماسيون بريطانيون في خطة لتسديد ديون بقيمة 450 مليون جنيه استرليني تدين بها المملكة المتحدة لإيران، والتي قد تحسن العلاقات بين البلدين، وتساعد في الإفراج عن زغاري راتكليف.