واجهت مُغنية البوب البريطانية ليلى آلين، رد فعل عنيف، بعد انهيارها، أثناء اعتذارها للاجئ في مخيم أدغال في كاليه الفرنسية. وكانت المشاعر جرفت المغنية عندما قابلت صبيًا يبلغ من العمر 13 عامًا من أفغانستان، والذي خاطر بحياته من أجل ركوب شاحنات التي تدخل بريطانيا.
وكان المراهق، الذي أكد أنّ والده يعيش في برمينغهام، يُخيم في الغابة على أطراف المدينة الساحلية الواقعة في شمال فرنسا لمدة شهرين. ولكن أدّت تعليقات آلين إلى إساءة استقبالها على الإنترنت، مع إدعاء المشاهدين أنّ "دموع التماسيح" واعتذارها كانا سخيفين. ولكن ردّت المغنية في وقتٍ لاحق، عن طريق تغريدها على موقع "تويتر" قائلة إنّها فقط كانت تقول آسفة لطفل عاجز عن الدور الذي لعبته الدولة في المشاركة في حالته المزرية.
وقالت آلين للمراهق خلال لقائها معه "يبدو أنّه في ثلاث فترات مختلفة من حياة هذا الصبيّ، فقد وضعك الإنجليز على وجه الخصوص في خطر، ولقد فجّرنا بلدك، وضعناكم في أيدي طالبان، والآن وضعناكم في خطر المخاطرة بحياتكم للوصول إلى بلادنا، وأنا أعتذر بالنيابة عن بلدي، أنا آسفة على ما وضعناكم من خلاله".
واتّجهت آلين إلى تويتر لتشتكي من أنّها تلقّت كمية كبيرة من سوء المعاملة لتعليقاتها وزيارتها إلى المعسكر. وقالت "يا للدهشة، الكثير من الإساءات للاعتذار لطفل عاجز عن الجزء الذي لعبته هذا البلد في المساهمة في حالته المزرية، ويقول الكثيرون إنّني يجب أن أقلق أكثر عن حالات المهاجرين الذين يغتصبون مواطنينا، وكنت أتحدث عن الأطفال البالغ عددهم 1022 غير المصحوبين بذويهم في كاليه، الذين سيتم إجلاؤهم الأسبوع المقبل، ولم أسمع عن أي حالات اغتصاب الأطفال للناس هنا، كنتُ أتصوّر أنّهم يعانون على أيدي انتهازيي الاعتداءات".
وانتقدها البعض ووصفها بأنّها "مُدللة، مُزينة، وغير ذات صلة بالموضوع"، وحثّها على أن تتحدث نيابة عن نفسها وليس الدولة – فهي لا تُمثِّل أحدًا. ولكن دعّم البعض الآخر موقفها العلنيّ من القضية، مشيدين بـ "رحمتها"، وشاكرين لـ "إظهارها لعزيمة أكثر من التي يُظهرها أي سياسي آخر".
ومسحت آلين الدموع عن عينيها في نهاية حديثها مع الفتى في كاليه، والذي أُذيع في برنامج فيكتوريا ديربشاير على قناة BBC. وسألت الصبي أيضًا، لماذا يحاول الركوب على ظهر الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا، بعد أن أخبرها المتطوعون في المعسكر أنّ لديه الحق القانوني في أن يكون بداخل بريطانيا، وأجاب الصبي "العملية القانونية بطيئة للغاية، يجب عليك الانتظار لمدة 3 أو 4 شهور على الأقل، والطريقة التي أحاول بها تعمل على نحو أفضل".
وأثناء زيارة آلين، قامت بالتطوع للعمل في مستودعٍ، حيث تأتي التبرعات التي يتم توزيعها بعد ذلك على الـ10 آلاف لاجئ ومهاجر الذين يعيشون في المخيم. وقامت بزيارة حافلة للنساء والأطفال، وسمعت بعض القصص عن الطرق البائسة التي يُجربها الناس الذين يعيشون هناك من أجل محاولة الوصول إلى بريطانيا.
وأضافت "يبدو لي أنّ هناك أناسٌ نزحوا بعيدًا جدًا عمّا يعرفونه ويحبّونه، وعن الاستقرار والراحة، ولا أعتقد أنّ أحدٌ يختار العيش في الأدغال، لن يختار أحدٌ ذلك". وأكدت أنّها تجلس في كثيرٍ من الأحيان بجانب المليونيرات على العشاء، وأنّها ستُحب أن تطلب منهم أن يضعوا أيديهم في جيوبهم.
وكانت المغنية نشرت صور على حسابها في "تويتر" في وقتٍ سابق من هذا العام، بعد حضورها حفل كان من ضمن ضيوفها روبرت مردوخ ونايجل فاراج. وأخبرت آلين البرنامج أيضًا، إذا كنت ستنفق مئات الملايين من الجنيهات على الاشتراك في الصراعات في هذه المناطق، فيجب أن يكون هناك نوع من صندوق الطوارئ من أجل تداعيات هذا.
وواصلت "اُضطر هؤلاء الأطفال الذين تركوا أماكنهم للهرب ممّا عرفوا، ويجب علينا تحمُّل المسؤولية، وإنّها بنسبة 100% ستأخذ طفل غير مصحوب بأهله إلى منزلها، ومن منّا لن يفعل ذلك؟ ويتم تشريد هؤلاء الأطفال، إذا كان هناك مكانًا للأشخاص في بيتي، فاستضيفهم فيه، وأعتقد أنّ أي شخص سيفعل هذا". واستطردت "فكرة أنّ أطفالي يتجوّلون بلا هدف بدون أي مكان يذهبون إليه.. إنّه موقف صعب، وهو يحدث أقرب إلينا من جلاسكو".
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنّ هذا المُخيم سيغلق قبل حلول الشتاء، مع تفريق سُكانه في جميع أنحاء البلاد. وأصبح من رموز فشل حكومته، معالجة مشكلة المهاجرين في أوروبا، وهدفًا للانتقاد من خصومه المحافظين وأصحاب اليمين المتطرف، الذين يسعون للإطاحة به.
ودعت جمعية عمواس الخيرية للتشرُّد، لتأجيل الإغلاق لإنّها تقول "لم يتم استيفاء جميع الظروف لحدوث عملية إنسانية فعّالة". ويُصِر رئيس النجدة الكاثوليكية في منطقة كاليه، فينسنت دي كونيك، أنّ المدينة الفرنسية ذات الميناء ستبقى نقطة عبور إلى بريطانيا. ويوجد أكثر من 10 آلاف مُهاجر في منطقتي كاليه ودونكيرك، والذين يريدون الوصول إلى بريطانيا لطلب اللجوء.
ويشق العديدون طريقهم عن طريق A16 صباحًا ومساءً، ويخاطرون مخاطرات كبيرة محاولين ركوب المركبات. وآلين هي الأحدث في الشخصيات اليسارية، الذين من ضمنهم الممثل جود لو وزعيم حزب العمال جيريمي كوربين، ليزوروا مخيم الأدغال ويشهدوا الأوضاع. وكان لو هو أحد الممثلين أصحاب القلوب، الذين وضعوا أسمائهم في خطابٍ لرئيس الوزراء في ذلك الوقت ديفيد كاميرون للسماح لمئات الأطفال الذين يعيشون في المُعسكر بالقدوم إلى بريطانيا.
وكان من ضمن الموقعين الآخرين على الخطاب في ذلك الوقت، الممثلة هيلينا بونهام كارتر، مقدم برنامج مباراة اليوم جاري لينيكر، والممثلين إدريس ألبا وستيف كوجان. وكانت رحلة آلين نُظمت بواسطة الجميعة الخيرية "ساعد اللاجئين، والتي أيضًا تُرتِب توزيع المساعدات العاجلة في المخيم بكاليه. وقال جوزيه نوتن، المؤسس المشارك للجمعية الخيرية، "أبرزت زيارة ليلي المحنة البائسة التي يمر بها هؤلاء الأطفال".
وأضافت "نحن بحاجة للتأكد من أنّ جميع الأطفال غير المصحوبين بأهلهم، والبالغ عددهم 1022 محميين قبل الهدم، وهؤلاء من لديهم حق قانوني في المكوث في بريطانيا تحت التعديل Alf أو قانون دبلن الثالث يتم إحضارهم إلى بر الأمان بأسرع وقت".
ويشير تعديل Dubs إلى قانون الهجرة، والذي تم طرحه من قبل اللورد Dubs، ويطلب من الحكومة أن ترتب لنقل الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم من أوروبا إلى بريطانيا ودعمهم. وقانون دبلن الثالث هو قاعدة في الاتّحاد الأوروبي، تعني أنّ الأطفال لديهم الحق في القدوم إلى بريطانيا بسبب روابط عائلاتهم الوثيقة بالدولة. وكانت آلين واحدة من أوائل مغني البوب التي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة، وارتقت إلى الشهرة في عام 2006 بأغنيتها المنفردة Smile وألبومها الأول Alright, Still.